اعتبر المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ أن "سعادة أهل الأرض مرتبطة بالسماء، وأن وطن الإنسان لا بد أن يكون في خدمة الإنسان، ولكن للأسف الشديد، هذا ما لا نجده في بلدنا ​لبنان​، بعدما حوّلته ​سياسة​ الطائفيات والصفقات والزبائنيات إلى وطن العتمة و​النفايات​، وطن مديون ومنهوب ومسروق، يستحيل إنقاذه ب​السياسة​ نفسها التي كانت السبب في كل ما يواجهه من سقوط وانهيار".

و لمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي وتزامنها مع ​عيد الفصح​، أوضح المفتي قبلان أن "ما ندعو إليه ونحن في مثل هذه المناسبات المباركة والكريمة أن يعي المسؤولون في لبنان ومن دون تشنّج بأن الإصلاح يبدأ من فوق، وأن تبعات ما نحن فيه من عجز وهدر وفساد لا يتحمّله المواطن العادي الذي لا ناقة له ولا جمل، في كل ما هو قائم وحاصل، بل هم حيتان المال الذين استحوذوا على السياسة وعلى ​الاقتصاد​ وعلى المال العام، فهمّشوا الدولة وتجاوزوا القانون وصادروا المؤسسات والإدارات وعاثوا في الأرض والناس فساداً. وعليه لا يمكن أن تصلح أمور البلد والناس والخزينة إلا باستعادة ما سلبوه".

ولفت إلى أن "تزامن عيد ​الولادة​ المهدوية مع عيد الفصح، بما يعنيه من تأكيد حقيقة الله برفع المسيح(ع) إلى السماء، يؤكّد أن الإنسان شديد الارتباط بربه، وأنه لن ينال بركات السماء إلا إذا عاش كمالات الله في أرضه، وهو مراد الله تماماً بوظيفة الإمام المهدي الموعود، حيث يدعونا إلى التعارف والتشارك والإقبال على الدنيا بقلوب مؤمنة مؤلفة، متعاونين على البر وليس على العدوان والإرهاب الذي بات مصدر خوف وقلق لدى كل الشعوب. وما جرى اليوم من تفجيرات استهدفت بعض الكنائس و​الفنادق​ في سيرلانكا وقبله في ​نيوزيلندا​ أدت إلى سقوط العشرات من الضحايا والجرحى الأبرياء أمر نستنكره وندينه بأشد العبارات، ولكن هذا لا يكفي ولا يمكن أن يكون رادعاً لأهل الشر، إذا لم تتضافر الجهود الإقليمية والدولية كافّة، وتعمل بصدق وجدية على مكافحة ووضع الحد لمثل هذه الظواهر التكفيرية وهذه الثقافات والنزعات الفتنوية التي لا يقبلها أي دين ولا يستسيغها أي منطق إنساني وأخلاقي".