لفت رئيس حزب "الكتائب ال​لبنان​ية" النائب ​سامي الجميل​ إلى أن "حزب "الكتائب" أجرى قراءة نقدية لاسيما بعد ان وجد ان لا احد يقف بوجه ​السلاح​ وان الحكومات هي بمنطق ​المحاصصة​"، مشيراً إلى أن "الحزب لاحظ ان الوضع سيؤدي الى وضع يد ​حزب الله​ على البلد وعندما كنا في ​الحكومة​ لم يكن الوضع على هذا المنوال ف​قانون الانتخاب​ ادى الى وجود اكثرية موالية لـ"حزب الله" كما ​مجلس الوزراء​ وتغيرت الهوية السياسية للدولة التي اصبحت في محور السلاح ومحور ​ايران​".

وفي حديث تلفزيوني، أشار الجميل إلى أن "التسوية التي اوصلت ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ الى الرئاسة ادت الى تغيير جذري للعبة السياسية و لقد سلّموا البلد الى حزب الله و"فرط" البلد اقتصاديا فهناك مشكلة اداء فاسد وقلة كفاءة في ادارة الدولة"، لافتاً إلى أن "الكتائب كان له 3 وزراء واستقال من الحكومة لانه لم يكن مقتنعا ان وجوده في الحكومة سيؤدي الى نتيجة وقمنا بقراءة نقدية بعدها، ورأينا انه يجب اخراج البلد من مستنقع ​الفساد​ والهدر وسوء الحوكمة وازمة النظام واخذنا الخيار لان نكون بديلا عن واقع موجود".

وأوضح "اننا اعتبرنا ان بعد ​الانتخابات​ قال ​اللبنانيون​ كلمتهم لذلك اعطينا فترة سماح ولكن لاحظنا ان الاداء بقي نفسه وتبيّن ان كل الوعود فارغة فعدنا الى موقعنا المعارض"، مشيراً إلى أنه "بعد التسوية السياسية في 2016 لم يعد هناك 14 و​8 آذار​، فقد وضع "حزب الله" يده على البلد، ولم يكن ذلك حين كنا موجودين".

وأكد "اننا عدنا إلى موقعنا المعارض بعد أن استُكمل منطق المحاصصة ولا يوجد قضية ولا هدف سياسي والهدف الوحيد تقسيم الجبنة على بعضهم البعض"، مشيراً إلى أنه "كان المطلوب الغاء المعارضة والبرهان ان المعارضين الحقيقيين هم 4، الكتائب والنائب ​بولا يعقوبيان​"، لافتاً إلى أنه "لم يكن صوتنا مسموعا والتوظيف العشوائي والأموال التي دفعتها قوى السلطة والناس تعبانة إلى درجة أنها تبحث عن كيفية تأمين حاجاتها".

وشدد الجميل على "اننا نرى لبنان بعين كبيرة وهدفنا ان يعيش ​الشباب​ بشكل أفضل وللأسف باسم ​حقوق المسيحيين​ يبرّرون تدمير الدولة ولكن بناء البلد يفترض وجود رأي عام ينتفض على الواقع ولا يمكن تغيير رؤية بسنتين او ثلاث سنوات، فالتغيير يحتاج وقتًا"، مشيراً إلى "انني صرت أكثر اقتناعًا أنه إذا أردنا بناء بلد فيجب أن يفهم كلّ اللبنانيين أنّ الهدف الوحيد للشعارات الطائفية هو تحصين مواقع الأشخاص في السلطة وليس الطائفة".

واعتبر الجميل أن "الحرب المُدمّرة أوصلتنا الى ما وصلنا اليه، فضلا عن منطق المحاصصة والهروب من المسؤوليات، فيما ​الطوائف​ تعيش بهاجس الحرب وزعماء يستغلّون الوضع لتقاسم السلطة"، مشيراً إلى أن "​حزب الكتائب​ كان دائما منتفضًا على الامر الواقع وكان ثورة على الامر الواقع وعلى الخطأ ودور الكتائب اليوم ان ينتفض على الواقع السيئ الذي يعيشه اللبنانيون"، مضيفاً: "​القاعدة​ الكتائبية تدعم خيار المعارضة وهدفنا توسيع اطار المعارضة ومد اليد الى من يريد منع الانهيار".

وأضاف: "في ​الانتخابات النيابية​ لم يُسمع صوتنا والسلطة كانت مجنّدة بالتوظيف العشوائي والأموال التي دفعتها والناس بحثت عن الخدمات ولكن نعترف بارتكابنا بعض الاخطاء الادارية"، مشيراً إلى أنه "عندما تريد ان تكون وفيا لنضال من سبقوك يجب ان تكون ملتزما بقضيتهم ومحور المعارضة هو بوجه سلطة تخلت عن سيادة الدولة والتزمت سقف "حزب الله".

وأكد "اننا نعارض منطق المحاصصة الذي يشارك فيه الجميع ولم نتخلّ يومًا عن المعارضة السيادية وقد عارضنا التسوية وانتخاب عون دفاعا عن السيادة"، مشيراً إلى "اننا لم نتوقف عن طرح بدائل ويجب ان نعالج موضوع ​الكهرباء​ الذي هو "تخبيصة" والطعن بقانون الكهرباء اصبح شبه جاهز واتوجه الى النواب الذين يريدون ان يوقّعوا الطعن بان يتواصلوا معنا واهمية الطعن انه لا يعطل مبدأ التلزيمات انما يمنع الخروج عن القانون في التلزيمات ويؤمن حماية مالية الدولة من سوء الادارة وسوء التلزيم".

وتابع الجميل: "انا مع تنظيف الادارة قبل اقرار السلسلة والمشكلة بالوظائف الوهمية وانا لا اوافق على الضريبة على ​المحروقات​ وزيادة الـTVA"، مشيراً إلى أنه "عندما اقرت ​الموازنة​ السابقة سجّلت اعتراضا ويومها اتهمونا بالشعبوية وانا اليوم اريد ان اتهم كل الحكومة بالشعبوية لان كل كلمة قلناها في السابق يطرحونها اليوم وبالمضمون نفسه".

وشدد على أنه "يجب خفض عجز الدولة عبر معالجة التوظيف الوهمي العشوائي والسياسي ثم الحد من التهرب الضريبي عبر الذهاب الى الشركات التي لا تدفع"، مؤكداً أن "كل ما يطال الناس سنكون ضدّه"، معتبراً أن "المشكلة بالفساد السياسي واتحدى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل بانهم اذا كانوا جديين بمحاربة الفساد بوضع لائحة بكل الشركات التي تتعاقد مع الدولة مع الاشارة الى ترابطها بالافرقاء السياسيين لان الفساد بالتلزيم بالتراضي".

وأضاف: " نطمح الى تغيير ببنية النظام لانه لم يعد "راكبا" واللامركزية تريح المكونات الطائفية في البلد ما يشجع الذهاب الى النظام الاكثري"، مشيراً إلى "اننا "نطمح الى اللامركزية وحياد لبنان واعادة النظر بالنصوص الدستورية بشكل يمنع التعطيل واعادة النظر بقانون الانتخابات وتركيب السلطة مع انشاء مجلس شيوخ".

وتابع: "تطرح الكتائب تغيير بنية النظام السياسي، عبر مجموعة خطوات وهي إقرار اللامركزية الإدارية، حياد لبنان، إعادة النظر في النصوص الدستورية، إعادة النظر بقانون الانتخابات وإعادة النظر في تركيبة الرئاسات الثلاث"، مشيراً إلى أنه "يجب ان تكون هناك ثورة داخل كل طائفة والهدف الاول لنا ان تكون للمعارضة وجوه متعددة الطوائف لان المعارضة هدفها حماية جميع اللبنانيين وليست موجهة ضد طائفة والفقر يجب ان يوحّد اللبنانيين".

وأكد أنه " إذا انطلقت ثورة في الشارع المسيحي من دون وجود شريك مسلم ستفشل، والعكس صحيح"، مشيراً إلى أن "الدولة تحافظ على الجميع انما المواجهة الطائفية والتطرف الطائفي يدمّران البلد والطوائف والبرهان ان الحرب دفع ثمنها جميع اللبنانيين" ورأى أنه "اذا الشعب لم يمسك مستقبله وينتفض فالبلد ذاهب الى الانهيار وإذا أكملنا بالمسار الحالي، سنصل إلى الانهيار".

واعتبر الجميل أن "هناك طريقتين لبناء البلد إما بالتقسيم او بادارة جديدة تحافظ على وحدة لبنان، والخيار الانسب هو الانتقال من طريقة بادارة التعددية وهي المحاصصة الى ادارة جديدة"، مشيراً إلى أنه "اذا لم يسع الشعب لبناء مستقبله وينتفض، فالبلد ذاهب الى الانهيار وإذا استمر المسار الحالي، سنصل إلى الانهيار".