ركّز رئيس "​حزب الاتحاد السرياني​ العالمي" ​إبراهيم مراد​ إلى أنّ "شعبنا كابد مجازر شنيعة عديدة، والطامة الكبرى أنّ معظمها كانت ترتكب باسم الدين وليس أحدثها مجازر سيفو عام 1915 الّتي قاسى منها مع الشعب الأرمني وغيرهما من مسيحيي هذا الشرق، على يد الإمبراطورية الشوفينية العثمانية، حيث قتل وشرد الملايين حينها كما في يومنا هذا ولم تحرّك الدول العظمى ساكنًا للحدّ من هذه المجازر الشنيعة، الّتي كان للبعض منهم دور كبير في التخطيط لها".

ولفت في كلمة له خلال مهرجان نظّمه حزبا "​الاتحاد السرياني العالمي​" و"​الرامغفار​" في القصر البلدي لمنطقة ​الجديدة​ ​البوشرية​ السد، بعنوان "من جبال ارارات وبيث نهرين إلى جبل ​لبنان​ سيف واحد"، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المئة للإبادة الّتي تعرّض لها الشَعبان الأرمني والسرياني ومسيحيو ​جبل لبنان​ على يد السلطنة العثمانية عام 1915، ومرور ست سنوات على اختطاف مطراني حلب يوحنا إبراهيم و​​بولس يازجي​​، إلى "أنّنا لسنا بصدد سرد تفاصيل مجريات الإبادة الّتي أصابتنا منذ مئة وأربع سنوات أو إثبات وقوعها، فهي مدموغة بدماء مليون ونصف مليون أرمني و750 ألف سرياني والآلاف من المجموعات ​المسيحية​ الأُخرى وحوالي 200 ألف مسيحي في جبل لبنان، وأضف إلى ذلك دماء الآف العرب و​الأكراد​ المسلمين الّذين كابدوا ما كابدناه من إجرام السلطنة العثمانية".

وأعلن مراد، أنّ "إثباتاتنا دامغة لا تقبل الشكّ وليست للمساومة. إثباتات موثقة بالتقارير الخطيّة وبالصور وباعترافات من قبل مرتكبين ومشاركين في هذه المجزرة".

وذكّر بقضية المطرانين المخطوفين منذ ستة أعوام، وهما ​يوحنا ابراهيم​ و بولس يازجي، "المجهولي المصير حتّى الآن، ليس باعتبارهما رجلي دين بل نموذجًا مصغّرًا عن قضية الشرق بأكمله، اذ انّ مصير الشرق مجهول متقلّب كمصير المنطقة". وحيّا رئيس لجنة المتابعة لقضية المطرانين المطران دانيال كوريه لـ"جهوده والتحرّكات كافّة الّتي قام بها، إذ كان بعضها محفوفا بالخطر".

ولفت إلى أنّ "في وطننا الحبيب لبنان، وطن الأقليات المضطهدة عبر التاريخ، واحة الحرية في هذا الشرق، وطن الرسالة، نتمنّى كما كان هذا البلد السباق في وضع شرعة ​حقوق الانسان​ ووضع دستور يحترم حقوق المواطنين ويساويها، ألا يشبه الأنظمة المجاورة في حكم الحزب الواحد واحتكار التمثيل السياسي من قبل أي حزب يعتبر نفسه الأقوى وممثلا لكافة المكونات الأخرى، ونرفض إلغاء خصوصيات الجماعات المتعددة واستنساخ فكر حزب الاتحاد والترقي وفكر البعث".

من جهته، أكّد رئيس الاتحاد السرياني الماروني (طور ليفنون) أمين اسكندر، أنّ "المجاعة التي فرضها المحتل العثماني على جبل لبنان، كان هدفها حصار المسيحيين وقطع علاقاتهم مع الخارج، للاستفراد بهم، والقضاء عليهم وتغيير الواقع الجغرافي والسكاني، وفرض هوية غير الهوية السريانية على موارنة لبنان". وطالب بأن "تعود اللغة السريانية لغة وطنية في لبنان، وذلك للتمسك بأرض الاباء والاجداد ولعدم طمس هذه المأساة التي راح ضحيتها حوالي الـ220 الف لبناني".

وأوضح أنّ "المجزرة حصلت في الوقت مفسه الّتي حصلت فيها الإبادة الأرمنية والسريانية، ولكن بطريقة مختلفة، لأنّ جبل لبنان قريب من دول خارجية، فخاف العثماني من استعمال السيف فاستعمل التجويع والحصار"، متسائلًا "لماذا هذا التعتيم والصمت طيلة هذه السنوات؟".