شدّد سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ على "وجوب الفصل بين الهجمة الحاصلة على ​إيران​ من جهة، وهي قوية وواقعيّة وجديّة وستُكمِل، وبين "صفقة القرن"، ف​الولايات المتحدة​ الأميركية تحاول أن تقطع كل مصادر التمويل الإيراني و"​حزب الله​" والميليشيات المتحالفة مع إيران وهذا الملف يتمّ التعاطي معه لوحده".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "صفقة القرن لا علاقة لها بالضغوط على إيران، وهي تتطلب الكثير من الأموال، بحسب ما سُرّب منها الى الآن، بهدف إرضاء الفلسطينيين ولكن الترجيحات تشير الى أن لا دولة عربية يمكنها المضيّ في هذا المشروع، وهو ما يجعلنا أمام مرحلة "أخذ وعطا" لمدة طويلة، فيكون بالتالي مصير "صفقة القرن" مثل مصير ما قبلها من محاولات السلام السابقة".

وأضاف طبارة:"سُرّب أن "صفقة القرن" تضحية كبيرة من قِبَل الفلسطينيين بأراضٍ فلسطينية مقابل مساعدات إقتصادية كبيرة وإن صحّ ذلك، فإن ​الدول العربية​ سترفضها، بما فيها تلك المساندة للولايات المتحدة في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "يجب الأخذ في الاعتبار أن "الصفقة" تعبّر عن اقتراح أميركي، ولا تشكّل أي حلّ نهائي للأزمة في ​الشرق الأوسط​، لا من جانب ​الأمم المتحدة​ ولا من قِبَل ​المجتمع الدولي​ وهذا يجعل مصير التعامل معها يشبه الى حدّ بعيد الطريقة التي تمّ التعامل بها مع الإعتراف الأميركي بالسيادة ال​إسرائيل​ية على ​الجولان​ ومع الإعتراف الأميركي أيضاً ب​القدس​ عاصمة لإسرائيل، وهي خطوات لم تتمكّن من الحصول على الإجماع الدولي المطلوب رغم الضغوط الأميركية، ولذلك بقيت محصورة بنسبة كبيرة بالولايات المتحدة وحدها"، داعياً الى "ضرورة عدم الخلط بين الخطوات والمواقف الأميركية وبين الحلول النهائية التي تنتجها الأمم المتحدة والتي تحصل على توافق المجتمع الدولي، لا سيّما أن تطبيق مشروع كـ "صفقة القرن" يحتاج الى أموال ​السعودية​ والدول العربية وبالتالي، إذا لم توافق عليه الدول العربية فهذا يعني أنه لن تُكتب له ​الحياة​".