اكد ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ان "الحوار في ​الامم المتحدة​ لا ينفع لانه يقيم السلام على الورق فقط، فمن دون حوار بين الشعوب لا يمكن التوصل الى سلام"، لافتا الى انه "من شأن تطبيق اهداف مشروع انشاء اكاديمية ​الانسان​ للتلاقي والحوار" تعزيز الديموقراطية وارساء السلام بين الشعوب".

وخلال استقبال رئيسة ​المنتدى العالمي​ للاديان والانسانية السيدة جويل رزق الله جبر على رأس وفد الماني من منظمة FREUNDE ABRAIHAMS، لفت الرئيس عون الى "ما يقوم به من جهد متواصل لتوسيع اطار الحوار في العالم من خلال المشروع الذي تقدم به من على منبر الامم المتحدة العام الماضي بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في ​لبنان​ تحت رعاية المنظمة الدولية والذي سيتم التصويت عليه العام الجاري من قبل الجمعية العمومية".

وأشار إلى أن "دافعي لطرح هذا المشروع قد يكون الدافع نفسه لمشروعكم، غير ان ما يميزه يكمن في ان الاكاديمية ستكون عالمية تتجاوز قدرة المؤسسات المحدودة الامكانيات والتحرك"، لافتا الى ان "كل المنظمات الدولية سعت للسلام في العالم، بدءا من عصبة الامم في العام 1925 وصولا الى منظمة الامم المتحدة التي حاولت نشر السلام في الفترة الممتدة بين انتهاء الحرب العالمية الاولى وانتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945، "الا ان الحروب، مع الاسف، تزايدت كما هي الحال بالنسبة للمشاكل بين الشعوب وذلك لنقص في التعارف والتواصل والحوار في ما بينها" .

وأفاد بأن "لبنان على اتصال اليوم مع مختلف الدول لا سيما الاوروبية المؤيدة لمشروع الاكاديمية، والى ان ​الهند​ ايدت المشروع كما ان ​الصين​ سترد بالايجاب. وقال: "طرحنا مشروعنا لان هناك ديانات اخرى بالاضافة الى ​الديانات​ الابراهيمية في العالم كالبوذية والهندوسية كما ان هناك اثنيات واعراق مختلفة تتميز بتقاليدها وعاداتها"، لافتا الى ان "الهدف من قيام الاكاديمية تحقيق مبادىء ثلاثة لجهة احترام: حرية المعتقد للاخر، حق الاختلاف بين الناس، و​حرية التعبير​ وابداء الرأي، والتوصل الى تطبيق هذه المبادىء من شأنه تعزيزالديموقراطية وارساء السلام بين الشعوب".

اضاف:"ان احترام حق الاختلاف لا يكون فقط بين الافراد بل كذلك بين الحضارات من ضمن مبدأ احترام حرية المعتقد للاخر، وفي ذلك دعوة عالمية للسلام تتم من خلال التعارف بين الشعوب"، مشددا على "ضرورة ان تكون هناك بموازاة الاكاديمية مراكز عالمية للحوار. كما شدد على ما يميز لبنان من تنوع وثقافة تؤهله ليكون مركزا للاكاديمية، "فهو بالاضافة الى ان افراده يعتنقون المذاهب ​المسيحية​ والاسلامية، عاش فيه يهود وغادروه بارادتهم في العام 1967، وهو تاليا يعرف عاداتهم وتقاليدهم".

وختم الرئيس عون بالقول:" ان لبنان يرغب بتوسيع رقعة ثقافة الحوار بين الشعوب من خلال اناس يقومون بدرس الحضارات، ولربما تكون نتيجة هذه المبادرة اقامة منشآت تربوية واكاديمية في مختلف البلدان ليكون بذلك قد حقق مبتغاه في خدمة نفسه وخدمة الانسانية على وجه العموم".