أفادت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأميركية بأن "هزيمة الرئيس الأوكراني ​بيترو بوروشينكو​ في ​الانتخابات الرئاسية​، كانت بسبب ​السياسة​ المعادية ل​روسيا​ التي اتبعها آخر خمس سنوات"، مشيرةً إلى أن "قيودا ظهرت في عهد بوروشينكو، على استخدام ​اللغة​ الروسية والسفر إلى روسيا، والتجارة معها، وحظر الاتصالات مع الروس".

ولفتت إلى أنه "في الوقت نفسه، كانت العواقب السلبية لهذه السياسة على ​أوكرانيا​ قابلة للتنبؤ بها تماما، حيث أن سكان المدن الأوكرانية يتحدثون الروسية غالبا، وأن نصف سكان البلاد لديهم أقارب في روسيا"، مشيرةً إلى أن "العامل الحاسم لسقوط بوروشينكو لم يكن الانهيار الاقتصادي في بلاده، أوانخفاض الإنفاق في الميزانية على المجال الاجتماعي وزيادة في أسعار ​الغاز الطبيعي​ تسعة أضعاف، بل كان السبب الرئيسي هو اللعب على وتر "القوميين والقومية"، إذ قام الرئيس الأوكراني على مدى سنوات حكمه بتقسيم الأوكرانيين إلى "وطنيين حقيقيين لأوكرانيا" و "طابور خامس" مزعوم داعم لروسيا، وهي الورقة التي قدمها بوروشينكو لتبرير المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد".

ودعت الصحيفة السياسيين الغربيين إلى "استخلاص استنتاجين من هزيمة بوروشينكو"، قائلة: "أولا، من غير المرجح أن ينخفض التعاطف مع روسيا داخل أوكرانيا في المستقبل القريب، وأنه مع انتهاء الصراع الأوكراني الداخلي في دونباس واستعادة العلاقات التجارية الطبيعية بين البلدين، فإن التأثير الاقتصادي للقسم الأوكراني الناطق باللغة الروسية سيزداد، وسيزداد التعاطف مع روسيا، أما الاستنتاج الثاني، فهو أن الاستراتيجية الغربية لدعم منطقة أو فصيل واحد على أمل تغيير اتجاه التنمية لشعب بأسره في أوكرانيا تبين فشلها كما في ​سوريا​ أو ​العراق​ أو ​أفغانستان​".

وأكدت أنه "من الناحية الأخلاقية، زرع الشقاق في البلاد بهدف تغيير النظام أمر مشكوك به"، مشيرةً إلى أن "روسيا تمارس نفوذا ثقافيا على أوكرانيا بقوة ناعمة، لا تستطيع أي دولة مجابهته بأي شكل، لأن كلتا الدولتين تتحدثان اللغة ذاتها، ولهما تراث ثقافي مشترك".