وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك ​يوحنا العاشر يازجي​ رسالته الفصحية، مشيراً إلى أن "قيامة المسيح تجسيد أول وأخير لتلك المحبة الإلهية التي سلكت كل الدروب ولم توفر ولا حتى درب الموت في سبيل خلاص الإنسان".

ولفت إلى أننا "كمسيحيين مشرقيين أنطاكيين استقينا من رجائه ونستقي إلى اليوم كل قوة"، مشدداً على أننا "من تلك الأرض التي اقتبلته وبثت إنجيله إلى الدنيا"، ومؤكداً أننا "من طينة أولئك الناس الذين اتشحوا باسمه أولا في أنطاكية

وأضاف: "نحن إذ نقول هذا، لا نقوله تبجحا بافتخار ما، بقدر ما نقوله تذكيرا بمسؤولية وشهادة أناطها بنا الرب ​يسوع المسيح​. نحن مؤتمنون على رسالة محبته التي أفاحها إلى الدنيا من هذه الأر"، معتبراً أن "نزيف المسيحيين من الشرق بالهجرة في هذه الأيام، أشبه بحربة تنكأ جنب المسيح من جديد، وكل هذا، ويا للأسف، والعالم يكتفي بالترثي والتباكي".

وشدد على أننا "كمسيحيين مشرقيين متكلون أولا وأخيرا على قوة رجائنا وعزيمتنا بالبقاء في هذه الأرض مهما كلح وجه زماننا"، مؤكداً أن "هذا الشرق وهذه الأرض قطعة من كينونتنا وشهادتنا للرب الواحد، ورغم كل شيء ورغم الهجرة ورغم كل صعوبات الحياة، يشدنا إليها وثاق التاريخ ووثاق الجغرافية ووثاق الكينونة، وسندافع عن وجودنا فيها بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما يعطينا الله من إمكانية".

وأكد أن "لنا في يسوع المسيح وفي قديسيه القوة الأولى والاعتماد الأول والأخير"، قائلاً: "كنا هنا وسنبقى هنا، وسنقرع أجراسنا دوما وأبدا وهي التي علقناها في أيام لم تكن أقل شظفا من الأيام الحاضرة"، مضيفاً: "نحن مزروعون في هذه الأرض التي تنبت مع أقاحيها وأزاهيرها حنينا في نفوسنا كي نبقى فيها ونستظل بحنين ذكراها ونعجن بترابها وديعة الإيمان التي استلمنا من الرسل، وتربطنا أفضل العلاقة مع كل مكونات أوطاننا".

وشدد على أننا "ككنيسة أنطاكية، لنا ملء الحق في رعاية أبنائنا أينما حلوا في أصقاع المعمورة. وإذ نقول هذا نعي ونيقن أن أبناءنا المنتشرين في كل العالم هم فخرنا واهتمامنا أيضا وهم سفراء الشهادة ​المسيحية​ العريقة التي شربوها من رسولية كنيستهم الأم".

وأضاف: "نصلي اليوم من أجل السلام في الشرق ومن أجل عودة المخطوفين كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان أكملا منذ أربعة أيام السنة السادسة من الخطف وسط تعامي العالم وصمته المستنكر".