أعرب ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ عن أسفه لأن "المنطقة الشرق اوسطية تشهد فرضا لسياسات خارجية تزكي الحروب والنزاعات والتقاتل، وبالتالي التباعد بين مكونات هذه المنطقة، المعروفة بأنها ارض سلام ومحبة لتصبح اليوم ارض نزاعات دولية وحروب."

وخلال استقباله وفدا المانيا من "جماعة ابراهيم" برئاسة البروفيسور "ستيفان فيمور" يرافقهم وفد من المنتدى العالمي للأديان والإنسانية قدموا التهاني بمناسبة العيد واستمعوا منه الى رأيه في موضوع الحوار بين الأديان وانتظاراته من الجماعة الألمانية في هذا الاطار، أوضح أن "لبنان يمثل نموذجا فريدا بين دول هذه المنطقة"، لافتاً إلى انه "بلد تعددي دستوره وميثاقه قائمان على قاعدة العيش معا بالمساواة بين كافة مواطنيه الذين يتشاركون في الحكم والإدارة. ونظامه يفصل بين الدين والدولة ولكنه لا يفصل بين الدولة والله فهو لا يشرع ما يتعارض مع الدين".

ولفت إلى أن "لبنان يعاني من تبعات الحروب الدائرة حوله، اضف الى ذلك ​القضية الفلسطينية​ العالقة منذ 71 سنة"، مشيراً إلى أن "لبنان اليوم يستقبل على ارضه نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني ونحو مليون ونصف مليون نازح سوري الأمر الذي اثر بشكل كبير على وضعه الإقتصادي والإجتماعي والامني والتربوي وغيره".

وأكد أن "الوقت ليس لصالح لبنان ان استمر هذا الوجود على ارضه"، موضحاً أنه "لقد عبرنا مرارا ونعيد التأكيد على موقفنا المطالب بعودة اللاجئين والنازحين الى ارضهم ليس كرها منا لا سمح الله وانما من اجلهم ومن اجلنا".

وأشار إلى أن "بلدنا الصغير لم يعد يحتمل هذا العبء وهم عليهم العودة الى ارضهم والتمسك بحضارتهم وثقافتهم وتاريخهم. ولكن المشكلة اليوم موجودة عند الدول الكبرى النافذة لأنها لا تريد تسهيل عودتهم، فبالنسبة للنازحين السوريين هذه الدول تصر على عدم الفصل بين قضيتهم وبين الحل السياسي في ​سوريا​".

ورأى أن "استمرار الأمور على ما هي عليه اليوم تنبئ بخطر قادم. الشعب الأصيل ان لم يعد الى ارضه ستبقى هذه الأرض مباحة لحركات ومنظمات ارهابية متطرفة اصولية كداعش والنصرة وغيرها وهي غريبة عن هذه الأرض"، معتبراً أن "​المجتمع الدولي​ يساهم في خلق بؤر من ​الإرهاب​ لا حدود لها وانتشارها سيتجاوز حدود منطقة ​الشرق الأوسط​"، مشدداً على أنهم "يلعبون بالنار فارتدادات هذا الأمر الخطير ستكون على الجميع وليس على المنطقة الشرق اوسطية وحسب فليكفوا عن تغذية النيران لسيطرتهم على المنطقة."