لفتت مصادر دبلوماسية بريطانية في ​بيروت​، عبر صحيفة "الشرق الأوسط" الى أنه "منذ عام 2012، تقدّم ​بريطانيا​ برنامجاً لتدريب وتجهيز وتوجيه أفواج الحدود البرية الأربعة للجيش ال​لبنان​ي ولتقديم التدريب على العمليات في المناطق المأهولة في قاعدتي حامات ورياق الجوية"، مشيرة إلى أن هذه الأفواج "تقوم بمراقبة أنشطة العناصر المسلحة غير الشرعية في المناطق الحدودية، وتحديدها وردعها ومنعها، مما يضع الحدود اللبنانية تحت سلطة الدولة".

وأوضحت أن "المشروع يهدف إلى السماح للجيش اللبناني بالسيطرة الكاملة على حدوده مع ​سوريا​، وهذا يعني أن الحدود ستكون تحت إشراف متزايد، مما يسمح للجيش اللبناني باكتشاف وردع وطرد النشاط غير المشروع عبر الحدود"، مؤكدة أن "هذه المساعدات أثبتت نجاحاً في تمكين قدرات الجيش، فدعم بريطانيا للقوات المسلحة اللبنانية جعل الحدود اللبنانية تحت سلطة الدولة لأول مرة"، مؤكدة أن "نجاح المعركة ضد "داعش" في "​فجر الجرود​" والدور الإيجابي الذي تلعبه الأبراج على الحدود السورية اللبنانية ساهم في نجاح سيطرة الدولة على حدودها مع سوريا".

وأشارت إلى أن "بريطانيا دعمت أفواج الحدود البرية بالمعدات والتدريب والمراقبة. ومعلوم أن هذه المنطقة كانت تعاني من فراغ أمني بسبب التهديدات المسلحة على ​السلسلة الشرقية​ للبنان، قبل أن ينفذ ​الجيش اللبناني​ عملية عسكرية في آب 2017 طرد إثرها مسلحي "داعش" من المنطقة نهائياً، وانتشر الجيش وعزز حضوره فيها. ومن المتوقع استكمال مشروع الأبراج لإغلاق كامل الحدود الشمالية مع سوريا"، مبينة أن "بريطانيا ساهمت في تدريب نحو 11000 جندي على العمليات العسكرية في المناطق المأهولة ونحو 7000 في العمليات الحدودية، ثم إنها أنفقت أكثر من 60 مليون ​جنيه إسترليني​ على تدريب وتجهيز فوج الحدود البرية التابع للجيش اللبناني، ويشمل ذلك بناء 39 برج مراقبة على الحدود، و37 قاعدة عمليات متقدمة على طول الحدود".

وشددت المصادر على أنه "منذ عام 2019، سيكون للبنان سلطة كاملة على حدوده مع سوريا بالإضافة إلى مرافق التدريب الداخلي، يوجد مرفق تدريب متخصص على الحدود البرية في ​قاعدة رياق الجوية​"، لافتة إلى أن "الفرق العسكرية البريطانية تزور لبنان بشكل روتيني لدعم ​القوات المسلحة​ اللبنانية"، مثنية على "قدرات الجيش اللبناني في المهام الموكلة إليه لضبط الحدود".

وأضافت: "قامت القوات المسلحة اللبنانية بتحسين قدراتها التي تم تطويرها وتحديثها على مدى السنوات العشر الماضية لتصبح جيشاً محترفاً أظهر أنه قادر على حماية لبنان من ​الإرهاب​، سواء على الحدود أو داخل لبنان"، مشددة على أن "لندن تدعم القوات المسلحة اللبنانية بصفتها المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان الذي نجح وبشكل منفرد في صد غزو داعش في عام 2014 ومرة أخرى في عام 2017، والذي يُعد حجر الزاوية للسيادة اللبنانية"، مؤكدة "التزام لندن المستمر تجاه لبنان كشريك موثوق به للقوات المسلحة اللبنانية سوف يستمر على المدى الطويل، ويوفر قدرات مستدامة، بما في ذلك على الحدود".