لفت راعي ابرشية جبيل المارونية ​المطران ميشال عون​ خلال ترؤسه قداسا احتفاليا اقيم في كاتدرائية مار بطرس لتكريم الخوراسقف حليم عبدالله في ذكرى اليوبيل الذهبي لسيامته الكهنوتية إلى ان "المحتفى به عاش الخمسين سنة من الكهنوت المقدس بأمانة كاملة وبتفان وعطاء ذات قل مثيله، ساعيا كل يوم إلى التشبه بالكاهن الأسمى سيدنا ​يسوع المسيح​".

وأشار إلى "اننا نحتفل بهذا اليوبيل الذهبي ونحن في أسبوع الحوار حيث نعلن كل يوم بفرح قيامة الرب يسوع من بين الأموات، وفيه نتأمل في حقيقة القيامة التي تغلغلت في كيان التلاميذ فصيرتهم رسلا وشهودا له إلى أقاصي الأرض. لقد اختبر الرسل بقبولهم روح المسيح القائم أن القيامة صيرت كلا منهم إنسانا جديدا، فراحوا يعلنون السلام و​المحبة​ أساسا لحياة البشر ولعلاقاتهم في ما بينهم".

وأضاف: "الاحتفال باليوبيل بحسب روحانية ​الكتاب المقدس​ هو أولا وآخرا أن نشكر الله على كل مواهبه وعطاياه التي يخصنا بها عن غير استحقاق وبمجانية فائقة نحن البشر. ونحن الليلة نرفع إليه آيات التمجيد وعرفان الجميل لأجل المونسنيور حليم الذي خدم مذابح أبرشيتنا الحبيبة كاهنا غيورا وراعيا صالحا طيلة خمسين سنة، وكان طيلة هذه المدة مثال الكاهن في البذل والعطاء والتضحية على صورة الكاهن الأوحد والأسمى ربِنا يسوع المسيح. لم يتوخ يوما المجد لنفسه ولا طلب منصبا أو مسؤولية، بل كان دائم الاستعداد للخدمة بمجانية وكرم، ساعيا إلى التشبه بالطوباوي الأب أنطوان شوفرييه، مثاله في ​الحياة​ الكهنوتية، الذي اعتبر أن الكاهن مدعو إلى أن يصير خبزا يؤكل على مثال يسوع الكاهن الأزلي الذي أعطانا جسده مأكلا ودمه شرابا للحياة الأبدية".

وتابع المطران عون: "كان همه الأول أن يرضي ربه الذي دعاه إلى خدمته، وهذا ما جعله يوجه نظره نحو سمو الرسالة وإلى الأمانة التي تتطلبها ليكون رسولا بكل ما للكلمة من معنى، فمنذ أن وضع يده على المحراث ما عاد يلتفت إلى الوراء أمينا بذلك للنعم التي قالها يوم رسامته الكهنوتية جوابا على نداء الرب له. كان المونسنيور حليم في كل حياته الكهنوتية قدوة بالتزامه وتفانيه في الخدمة ومثالا في المحبة والعطاء جاعلا من هذه الفضائل عنوانا لخياراته الراعوية والكهنوتية، ففي كل مسؤولية كنسية كان يتسلمها، كان يسعى الخوري حليم أن يكون الوكيل الأمين الذي يسهر على إتمام ما كلف به، بأمانة كبيرة وبسخاء لا حدود له، تدفعه أمانته للرب يسوع ومحبته للكنيسة واحترامه للسلطة التي وضعت ثقتها في شخصه. وخير دليل على سهره ومواظبته هذه الكنيسة الرائعة التي صارت على ما هي عليه من الجمال بفضل متابعته الدؤوبة وكرمه في العطاء وتشجيع كل أبناء الرعية على المساهمة في ​البناء​".

وقال: "مع بناء الحجر الذي نفتخر به، كان للمونسنيور حليم الفضل الأساس في تكوين الرعية والوصول بها إلى ما هي عليه اليوم. فاللقب الأحب إلى قلبه هو لقب ​الراعي​ لأنه اختار في كل حياته الكهنوتية أن يكون خادما لرعيته باذلا ذاته ووقته وكل ما لديه على مثال معلمه الذي قال عن نفسه أنا الراعي الصالح، والراعي الصالح يعرف خرافه ويبذل نفسه في سبيلها".