لفت ​العلامة السيد علي فضل الله​ في كلمة له خلال وضع حجر الأساس لمركز التآخي الطبي في ​عين بورضاي​ الى أننا "نلتقي مجددا على الخير الذي أردناه من أجل خدمة إنساننا، لنبلسم جراحه وآلامه، ونكون عونا له في شدائده، وهذه المرة من أرض ​البقاع​، الأرض ​الطيبة​، أرض أهل النخوة والكرم، لنعبر عن بعض وفاء للذين لم يبخلوا ولن يبخلوا على وطنهم، فكانوا قوة له عندما واجه الاحتلال و​الإرهاب​، فقد تجاوزت هذه المنطقة بسمو أبنائها كل مشاريع الفتن التي عملت على دق إسفين بين كل هذه التنوعات الدينية والمذهبية والسياسية".

وأضاف: "ارتأينا هذا المشروع الذي نأمل أن يوقفنا الله مع الباذلين والخيرين لإشادته، وهو بالطبع عندما يشيد فسوف يساهم مع كل المراكز في هذه المنطقة في التخفيف من آلام أبنائها، ليقدم خدمة طبية مميزة، وبأقل قدر ممكن من الكلفة"، لافتاً الى أن "هذه المنطقة لا تزال تعاني الإهمال من جانب كل المسؤولين في الدولة الذين كانوا يكتفون بنثر وعود الإنماء عليها، وبالتعهد بزراعات بديلة ومشاريع جديدة، لكن من دون أن تلمس جدية، أو أن تشعر بحضور الدولة الحقيقي فيها، ولعل ما هو أخطر من ذلك أن يصنف أهلها في صف المعترضين على الدولة لوجود أشخاص أو جهات تسيء إلى السمعة العامة، ومع أن هذه المنطقة بالذات كانت الأبرز في رفد الدولة والوطن بأبنائها في ​المؤسسة العسكرية​ لتشييد ​الأمن​ وحماية البلد، أو بالمقاومين الذين التحقوا بمسيرة ​المقاومة​ والتحرير ".

وأشار الى أننا "عندما نريد للدولة أن تكون حاضرة هنا، وأن تقوم بمسؤولياتها، وخصوصا في تأمين بنية تحتية، وفي إنعاش القطاعات الزراعية والصناعية، وفي سد حاجاتها الصحية والبيئية والخدماتية وما إلى ذلك، فلا يعني أننا نزيح بقية الحمل عن كاهلنا، فنحن نعرف أننا في بلد قد تعرض للنهب، وأن خيراته سرقت وتسرق، وأننا مهما رفعنا الصوت، فسوف نسمع ردا من هنا وهناك بأن الخزينة شبه فارغة، وأن الدولة لا طاقة فيها لمعالجة كل هذا الكم من الإهمال، ولذلك، نحن هنا أيضا لنحمل شيئا من هذا العبء، ولنقول لكلِ من يملك أن يتقدم في طريق خدمة الناس، أن يكون له دوره في هذا المجال، ولنربت على كتف أهل المبادرات أن يضاعفوا من حركتهم وسعيهم، ولا سيما في هذه المرحلة، وأن نطلب من الجميع أن يجدوا السير في طريق التكافل الاجتماعي وفي خط التخفيف عن كاهل الناس، أن نعود إلى عفويتنا الضيعوية والمناطقية، إلى تراثنا الطيب في أن نساعد فقيرا، أو أن نساهم في التخفيف عن مريض، لتكون هذه المؤسسات جزءا من مواقع الخدمة، أو أن تكون صلة الوصل بين صاحب الحاجة وصاحب المبادرة"، لافتا الى أننا "نضع الحجر الأساس لترسيخ كل دعائم الحوار وكل روابط الأخوة في هذه المنطقة، ونحن نعرف سلفا أنكم هنا تعيشون في رحاب الوحدة الإسلامية، وفي رحاب اللقاء الإسلامي - المسيحي، وفي عمق الوحدة الوطنية، ولسنا هنا لنزايد عليكم أو لنرشدكم إلى طرق التواصل والحوار والتحابب، لأنكم رواد في هذا المجال، ولكننا هنا لنضيف إلى صروحكم الحوارية والاجتماعية والصحية صرحا جديدا، ولنكون معكم في هذه المسيرة".

وشدد على إن "هذه المؤسسات كانت دائما نتاج الناس، نتاج كل هؤلاء الطيبين الذين قدموا كل ما عندهم بعيدا عن كل الحسابات والعناوين. ونحن نؤكد لهؤلاء جميعا بأننا كنا وسنكون الأوفياء لهم، بأن نحرص على أن نكون من الأحسن عملا والأفضل شفافية ومسؤولية وخدمة".