أكد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ أن "هناك شهب أراد الحياة وأتت قوى وتدخلت لصالح النظام في ​سوريا​ وهي ​إيران​ ثم ​روسيا​، وفي الوقت نفسه، تخلى الغرب عن ​الشعب السوري​ ولم يساعده بثورته المدنية وحتى المسلحة عندما كانت وطنية"، مشيراً إلى أنه "لاحقاً، أدخلت إلى سوريا عناصر غريبة عجيبة ومتطرفة، فنجح النظام مؤقتا ببالقول إما أنا أو "داعش" فتخلى الغرب".

وخلال حديث لقناة "العربية"، لفت إلى "أنني أعتقد أنه في عام 2012 كان يمكن الإطاحة بالرئيس السوري ​بشار الأسد​، لكن عندما حصل الإتفاق حول الكيماوي في سوريا بين الرئيس الأميركي السابق ​باراك أوباما​ والرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​، تخلوا نهائيا عن الشعب السوري والقوى الوطنية شبه العلمانية"، معتبراً أنه "لا يمكن للأسد أن يبقى لأنه سيبقى على ركام سوريا وعلى شعب مشرد في ​لبنان​ و​الأردن​ و​تركيا​ ونتيجة الجيوش الموجودة في سوريا من ​الجيش الروسي​ والقوات الإيرانية".

واعتبر أن "الأسد لا يريد عودة كل المهجرين ولا أعتقد أنه يستطيع أن يكمل الطريق"، مؤكداً أن "الرئيس السوداني السابق ​عمر البشير​ بقي في السلطة ثلاثين عاماً والرئيس الجزائري السابق ​عبد العزيز بوتفليقة​ بقي عشرين عاماً ثم أزاحهما الشعب وسيأتي يوم يقول الشعب السوري كفى".

وشدد جنبلاط على أنه "غير صحيح أن السنة في سوريا مع الأسد بل يعض سنّة المدن والتي كانت لعبة حافظ الأسد عبر استمالة البرجوازية السنية والبرجوازية المسيحية وغيرهم عن طريق الأعمال وتركهم للريف، لكن الريف الذي هجّر من داريا وغيرها من المناطق لا يؤيدون الأسد"، متسائلا "هل من المعقول أن يبقى ديكتاتور يحكم سوريا منذ عام 1970؟ أليس هنالك بديل ديمقراطي؟".

ولفت إلى "أنني أقول للشعب السوري أنه في يوم ما ستأتي الحرية"، معتبراً أن "الدروز هم سوريون في الأساس وهم جزء من المجتمع السوري، وعلاقتي بالإنتفاضة في سوريا لم تكن على أساس علاقتي بدروز سوريا، بل هي علاقة مبدأ مع الشعب السوري".

وشدد على أن "الدور الإيراني أوصلنا إلى أفق مسدود حيث أن المواجهة على قدم وساق بين إيران والولايات المتحدة وكنا بغنى عن أن تساند إيران النظام السوري على حساب الشعب السوري وأن تدخل إلى اليمن بهذه الطريقة واليوم يهددون بقصف مدن الخليج وكذلك العراق الذي سيعود عربيا"، مؤكداً "اننا عرب على الطريقة الديمقراطية وليس على طريقة الأنظمة البعثية الدكتاتورية أو حتى طريقة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر".

ولفت جنبلاط إلى "أنني كنت مجبوراً على فتح صفحة جديدة مع سوريا نتيجة التحالفات الداخلية اللبنانية الحسابات الخاطئة لبعض الفرقاء كما أن إسرائيل كانت قد بدأت تحتل منذ عام 1978 عبر جيش سعد حداد"، مشدداً على "أنني لا أرى نفسي أصافح بشار الأسد في يوم من الأيام وسأستمر مرتاح الضمير حتى آخر لحظة في حياتي".

واعتبر أن "الكلام عن أن لبنان أصبح دولة "حزب الله" خاطئ لأن الحزب يمثل شريحة معينة من الشعب اللبناني لكنه في الوقت نفسه يمثل الإمتداد الإيراني ولا بد من التوفيق في يوم ما بأن لبنان أولا أفضل للحزب من الإمتداد الإيراني وهذا يحتاج إلى وقت"، مشيراً إلى أن "الحزب نشأ قديما بعقيدة إيرانية وقد سهل حافظ الأسد وجودهم في البقاع ثم امتد الحزب وكان الوجود الإسرائيلي سببا لقدوم الحزب كما حركة "أمل" وباقي الأحزاب لكنه استفرد بقرار الجنوب".

وشدد على "أننا نطمح بأن الدولة اللبنانية فقط هي من يستفرد بالقرار العسكري والأمني في الجنوب في يوم ما بالحوار"، مؤكداً "أننا اتفقنا مع "حزب الله" على تنظيم الخلاف، فنحن نختلف حول موضوع سوريا والتدخل في سوريا لمننا في الوقت نفسه نعتبر أنهم قوة أساسية في لبنان وعسكرية وقد طرحنا في الماضي عندما كان العماد مبشال سليمان رئيسا قضية الإستراتيجية الدفاعية بأن تستوعب الدولة اللبنانية القوة العسكرية للحزب لكن هذا الأمر ليس قرارا لبنانيا بل قرار لبناني ويحتاج لموافقة الحزب".

واعتبر "أننا نؤمن بالدول فقط و"حزب الله" جزء من الدولة وأعتقد أنه سيدرك في يوم من الأيام بأن الدولة وحدها هي من تحميه"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يخسر علاقته مع دول الخليج، إذ إنه لا يزال الخليج فاعلا في لبنان وعلينا أن نقول أنه لولا السعودية والإمارات وقطر فمن أين يوجد النمو الإقتصادي في لبنان، فهناك الخليج والمهجر، وتاريخيا كان الخليج ملجأ الخير للبنان"، متسائلاً "ألم يدرك "حزب الله" في بعض هجوماته على دول الخليج أن هذا الأمر يشكل ضررا على اللبنانيين في الخليج رغم أنه لا يوجد جالية لبنانية في إيران؟".

وأكد جنبلاط أن "اتفاق الطائف لا يزال قائما نظريا لكنهم أخبروني أنهم يختلفون على الأعراف، فحزب الله رفض اتفاق الطائف بداية ثم انضم وحتى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أصر على الطائف كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو مع الطائف"، معتبراً أنه "في الوقت الحاضر لا يوجد تحالفات إذ إنه لا يوجد جبهات وهذا أمر مريح أكثر، فـ 14 آذار انتهت و8 آذار لا تزال مستمرة عند البعض".

ورأى أن "عدم وجود معارضة حقيقية لا علاقة له لا بإيران ولا بأميركا، لأنه لا يمكن أن يكون هناك معارضة حين يكون النائب وزيراً والمساءلة مفقودة كما أن المواطن اللبناني فقد إيمانه من الطبقة السياسية التي أنا منها نتيجة الفساد ونتيجة الممارسة السياسية كما أن هذه الطبقة تغلق على الجمهور العريض"، مؤكداً أنه "إذا قمنا بالمس ببعض الأمور الجوهرية في مشروع التقشف الحالي كالمكتسبات المعيشية الأساسية للمواطن والموظف اللبناني أعتقد أن هذا سيؤدي إلى ثورة إجتماعية ويجب أن يكون هناك حذر بتخفيض العجز".

واعتبر أن "الخوف من حرب على لبنان هو خوف تاريخي نتيجة العدوانية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "المواطن الجنوبي يرى في "حزب الله" الوسيلة الأساسية في الدفاع عنه ضد إسرائيل وهذا المواطن على جبهة التماس ويرى إسرائيل كل يوم".

وشدد على أن "الأميركيين لن ينجحوا بتمرير "صفقة القرن" ومن المستحيل أن يحصل ذلك كما قلت أنه من المستحيل على بشار أن يحكم سوريا، وإذا نجح الأميركيون بذلك فإنه سيكون أمرا مؤقتا"، مؤكداً أن "الموازين ليست لصالح العرب لكن هناك قضية مركزية اسمها فلسطين، صحيح أن الثورات العربية لا تذكر فلسطين لأن لديها همّ هو الحرية لكن فلسطين يجب كقضية يجب أن لا تزول".

وجزم جنبلاط بأنه "لا يمكن أن يحصل سلام مع إسرائيل لأنها جسم غريب في المنطقة ولا أتكلم عن اليهود"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين لن يقبلوا بأي صفقة".

وأكد أنه "في ظل هذا الضعف العربي فإن أميركا مستفيدة وتقوم ببيع السلاح وتحريك سعر النفط كما تريد والعالم العربي يغرق في الإنقسامات"، معتبراً أن "المسكلة الأساسية في لبنان هي الطائفية التي لا تزال مترسخة منذ عقود وقد حاول والدي كمال جنبلاط الوصول إلى نظام غير طائفي لكنه اصطدم بمعوقات دولية وعربية".

وشدد على أن "التركيبة الطائفية لم تسمح بتوزير إمرأة درزية كما أنه في آخر قانون إنتخابي تمت محاصرتي وتطويقي، وأنا لست خائفا على مستقبل الدروز لأنهم جزء كم هذا النسيج العربي العريق وكانوا في طليعة المناضلين، وفي الوقت الحاضر، انحسر المد العربي وعدنا للحديث عن القبليات وبالطائفية"، مؤكداً "أنني مناصر لفكرة استرداد جزء من ثروة السياسيين لكن هذا الأمر يحتاج إلى آلية وإذا ثبت أنني أخذت ثروة من الدولة فأنا جاهز لذلك، كما أنه يجب وضع الضريبة التصاعدية، كما أن القانون يجب أن يجبرني ويجعلني أدفع".

واعتبر جنبلاط "أنني لم أكن كمال جنبلاط وتيمور لن يكون وليد جنبلاط وعليه شق طريقه بنفسه وأتمنى له كل الخير وأن لا ينسى فلسطين"، لافتاً إلى أن "الصور عبر حسابي على تويتر تكون عبر صور ألتقطها بنفسي وتويتر هو آخر سلاح لي".