بعد العاصفة السياسيّة التي أثارها بينه وبين "​حزب الله​"، تصريحه عن عدم ​لبنان​يّة ​مزارع شبعا​، أطلّ رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ قائلاً "لقد إتفقنا مع حزب الله على تنظيم الخلاف، نحن نختلف مع الحزب حول موضوع ​سوريا​ والتدخل فيها من قبله ومن الإيرانيين ولكن في الوقت ذاته نعتبر أن الحزب قوّة أساسيّة في لبنان سياسيّة وعسكريّة طبعاً".

كلام جنبلاط هذا لم تقرأ فيه المصادر المقرّبة من "حزب الله" إلا محاولة لترطيب الأجواء مع الحزب وقيادته وخصوصاً مع جمهوره الذي لم يترك شيئاً عاطلاً إلا وكتبه على وسائل التواصل الإجتماعي بحق الزعيم الدرزي تعبيراً عن غضبه. وتضيف المصادر المقربة من الثنائي الشيعي، "بكلامه الأخير هذا أراد جنبلاط أن يمحو من ذاكرة الحزب وقيادته كلامه عن عدم لبنانيّة مزارع شبعا، لكن كل هذه المحاولات لن تجدي نفعاً ولن تؤدي الى ترميم ما تصدّع على صعيد علاقة المختارة بالضاحية والدليل على ذلك، كلام الأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصرالله​ الذي قال فيه، "مزارع شبعا لبنانية، ونحن كمقاومة نرى ألّا مشكلة في ذلك، لذا كل من يقول عنها لبنانيّة أو غير لبنانيّة لا يقدّم ولا يؤخّر بشيء ولا قيمة له على الإطلاق وهو مجرد كلام بالهواء". وهنا يتوقف المطّلعون على كلام نصرالله،" من يعرف المعنى الذي قصده الأمين العام بإستعماله عبارة "هو مجرد كلام في الهواء" عندما كان يعلق على كلام جنبلاط، يفهم جيداً أنّ الخلاف بين الحزب وجنبلاط وصل الى ذروته وان الأوّل لا يريد إعادة ترطيب الأجواء مع رئيس الحزب الإشتراكي أقله في هذه المرحلة.

ولأنّ كلام جنبلاط لم ينعكس توتراً على الأرض بين الإشتراكيين ومناصري تيار "المستقبل" لاسيما في بيروت والشوف، لم يتمّ اللجوء وبالسرعة التي كانت قائمة سابقاً بين الفريقين الى لجان التنسيق التي كانت معتمدة سابقاً وكذلك لم يشهد اللبنانيون وفداً من "حزب الله" في المختاره أو وفداً إشتراكياً في الضاحية.

حتى الشخصيّات السياسيّة التي يطلق عليها لقب فاعل الخير، والتي كانت تتدخل سابقاً لتهدئة الوضع بين "حزب الله" والحزب "التقدمي الإشتراكي" لم تتدخّل هذه المرة والسبب معرفتها أنّه في قاموس الحزب، لا يُمكن بأيّ طريقة من الطرق أن يهضم الكلام الجنبلاطي عن عدم لبنانيّة مزارع شبعا، ومن هنا تؤكد المصادر عينها أنّ فتح أيّ نقاش مع جنبلاط لإعادة الأمور الى نصابها لن يبصر النور إلا بعد إعتذار جنبلاط عن كلامه إحتراماً للذين سقطوا دفاعاً عن مزارع شبعا وتلال ​كفرشوبا​، أو بعد إصداره توضيحاً لما قاله، وحتى اللحظة لا الإعتذار صدر ولا التوضيح، وبالتالي لا كلام ولا سلام في السّياسة بين الحزب وجنبلاط، والخلاف أبعد بكثير من خلاف في وجهات النظر حول الملفّ السوري كما يحاول جنبلاط في إطلالاته أن يقوله.