رأى المحلل الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد محمد عباس أن "كل التقديرات الموضوعية تشير الى ان الحرب بين ​اسرائيل​ و​حزب الله​ مستبعدة فاسرائيل لن تقدم على اي حرب لانها حتى اليوم لم تنجح في معالجة الثغرات التي ظهرت خلال ​حرب تموز​ ٢٠٠٦، سواء على مستوى جهوزية الجبهة الداخلية او على مستوى جهوزية القوات البرية لان اي عملية اجتياح تستلزم قوات برية وهم يقولون ان قوى البر غير جاهزة".

وفي حديث مع "النشرة"، لفت عباس إلى أن "حرب تموز وكل الحروب السابقة اثبتت ان القصف من الجو وحده لن يحسم المعركة بدون زج قوات برية"، معتبراً أن "المقاومة في ​لبنان​ اظهرت بعد حرب تموز انها قادرة على خوض حرب مركبة، الامر الذي من شأنه تعطيل اهم مبدأ من مبادئ العقيدة الاسرائيلية وهو الحرب الخاطفة والقدرة على الحسم السريع كما ان المقاومة راكمت خبرات يعتد بها خلال الحرب على الاٍرهاب في ​سوريا​ وزاد عديدها وعتادها بصورة كبيرة عمّا كان عليه عشية حرب تموز"، مضيفاً "إذاً من الناحية الموضوعية وبالتحليل والتقييم الدقيق لموازين القوى الراهنة وللتكتيكات المعتمدة تصبح الحرب مستبعدة ولكنها ليست مستحيلة بالمطلق، وعدم الاستحالة تتأتى من قراءة خاطئة من قبل العدو للمعطيات والقدرات كما حصل في حرب تموز وكم حصل في حروب غزة أيضا، واعتقاد العدو ويقينه بقدرته على حسم الحرب".

وأشار عباس إلى أن "اسرائيل ومعها بعض الدول العربية تطمح ان تقوم الولايات المتحدة الاميريكية بالحرب نيابة عنها سواء ضد ​ايران​ او اَي طرف من أطراف محور المقاومة، لكن الولايات المتحدة وبالرغم من اليمين الأيديولوجي والمتطرف والداعم الصلب ل​إسرائيل​ لن تستدرج الى حرب لا تريدها وهي تراهن اليوم على الحرب الناعمة والتي تعتقد انها قادرة بها على تحقيق أهدافها"، لافتاً إلى أنه "من جهة ثانية يمكن ان تكون اسرائيل شريكة في حرب شاملة تشنها امريكا في المنطقة اذا فشلت كل اجراءاتهاالحالية في تحقيق أهدافها، موضوع القيام بحرب تقدره وتقرره الادارة العميقة في الولايات المتحدة الاميريكية " المخابرات و​البنتاغون​ والمجمع الصناعي - العسكري "هم يقررون الحرب ولا يقررونها بناء لرغبة اسرائيل، هم اذا دخلوا الحرب من الممكن ان يشركوا اسرائيل معهم فيها، لذلك في تقديري من كل هذه المعطيات الحرب مستبعدة الى حد بعيد بالرغم من ارتفاع النبرة وزيادة منسوب التهديد بالحرب خلال هذه الفترة".

وحول خطاب الأمين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​، رأى العميد عباس ان "خطاب نصرالله يحمل مجموعة رسائل وبأكثر من اتجاه: باتجاه الداخل لتطمين الشعب اللبناني عامة وبيئة المقاومة وحلفاء المقاومة خاصة، في ظل التهويل التي تقوم به اميركا واسرائيل وبعض الاعلام المعادي العربي والخليجي تحديدا، عن الحرب المدمرة التي ستستهدف لبنان وربما كل محور المقاومة وقد اكّد نصرالله ان الحرب مستبعدة وان المقاومة لا ترغب بالحرب ولكن لا تخشى الحرب واذا حصلت ستنتصر فيها المقاومة كما انتصرت في كل الحروب السابقة".

ولفت العميد عباس إلى ان "الرسالة الثانية كانت باتجاه الداخل الإسرائيلي وللتأكيد ان المقاومة تملك قدرات ردعية دفاعية وهجومية وان هناك بنك اهداف هامة وحساسة لدى المقاومة غير "امونيا حيفا" وهي جاهزة لضربها وتدميرها، كما اكد ان المقاومة تمتلك قدرات عظيمة غير مسبوقة وهي قادرة على احتلال الجليل، وتدمير ألوية وفرق العدو اذا تجرأت وهاجمت الجنوب اللبناني كما حصل في وادي الحجير في العام 2006"، منوهاً إلى أن "ما ذكره السيد نصرالله عن "الامونيا" وغيره ستثير التساؤلات والقلق داخل اسرائيل عما يقصده السيد بغير "الامونيا" في حيفا، الاكيد ان الجيش الإسرائيلي قد يكون لديه تصور عن بعض ما قصده السيد ولكن حكما ليس كل ما قصده وستبقى بعض النقاط غامضة وهي ستكون بمثابة مفاجآت لاي حرب قادمة".