صحيح أن طريق ​الحياة​ طويل فيها الكثير من الفرح والسعادة ولكنها تتضمن أيضاً الكثير من الأوقات الصعبة التي يمكن تجاوزها بالتشبّث بالإيمان... هذه هي حال ليلى راد المرأة السبيعينية التي عانت على مدى أكثر من عشرين عاماً من الآلام والأوجاع الجسديّة إلا أنها ورغم ذلك صمدت وصبرت وتسلّحت بالإيمان، وفي لحظة إنتشلتها "يد الله" لتنقلها من دنيا المرارة والوجع، فتكون علامة جديدة تدل على قدرته الخارقة وعلى محبة ​القديس شربل​ للبشر!.

اليوم تحمل ليلى مراد "أمانة" كبيرة، كثيرون يتمنّون الحصول عليها إلا أن الله من خلال قديسه شربل إختارها هي لتحملها.

تروي هذه الإمرأة أنه "بعد عشرين عاماً من الألم والوجع في الأمعاء حتى فقرات العنق أشارت كلّ التحاليل الطبية التي أجريناها الى أن الشلل حتمي ولا مفرّ منه، ومع الوقت بدأت أشعر ليس فقط بالألم بل بصعوبة كبيرة في السير لدرجة أنها فقدت الأمل بعودة الأمور الى طبيعتها"، وتضيف، "في أحد الأيام وأنا جالسة على الكرسي حاولت النهوض وشعرت بصعوبة، هنا تملكّتني المرارة وبدأت أتضرّع الى القدّيس شربل وأسأله لماذا تركني؟، فجأة أحسست وكأن شيئاً سيحدث ناديت قريبتي وطلبت منها ألاّ تخاف إذا أغمي عليّ وفي تلك اللحظة بدأت "الجراحة" الأعجوبة".

"عندما يشعر مريض بما شعرت به ويتورم عنقه الى حدّ أن كل من يراه يظنّ أنه يتعرض "لجلطة" يهرعون به الى المستشفى، ولكن أنا بقيت في هذه الحالة ساعات ولم أسمح لأحد بنقلي من مكاني، لأني كنت أعرف أن من يجري الجراحة هو طبيب السماء". بهذه الكلمات تختصر ليلى تلك اللحظات، مشيرة الى أنه "بعد الإنتهاء من الجراحة التي دامت ساعات حرّكت عنقي لأول مرة، عندها أدركت أنني شفيت بعدها شعرت بيد غريبة في امعائي وأيقنت أيضا أنه يشفيني من الآلام فيها".

أمام هذا المشهد يؤكّد راعي أبرشية جبيل المارونية ​المطران ميشال عون​ أن "الاعجوبة هي علامة عن قدرة الله، الّتي هي أبعد من الاعجوبة الجسديّة لأنه يريد أن يحقّق الخلاص بحياة الانسان وأن يردّه اليه"، لافتا الى أن "القديسين على طريقنا هم علامات منه، وحياة القداسة التي عاشها ​مار شربل​ تشعّ بالعالم والعجائب التي تحدث ربما حتى يتعرف الناس على قدرة الله بشخص تقدّس وأصبح قريبا منه". مشيراً الى أن "الله يخاطبنا بطرق عديدة من خلال الأحداث، من خلال كلمته، من خلال المسيرة الروحية التي نقوم بها، وحتى يسوع في حياته على الارض علّم وفي أعاجيبه تعليم، وما يهمه هو توبة الإنسان والاختبار الذي يعيشه أن الله أتى ليخلصنا".

لا يعدّ ما حصل مع ليلى مراد عادياً... وهي ليست الأعجوبة الفريدة الوحيدة التي قام وسيقوم بها هذا القدّيس الذي كرّس حياته لله فكافأه بأن منحه نعمة اجتراح الأعاجيب. فشربل "السكران بالله" أصبح اليوم طبيب السماء والملجأ لكل من يشعر بضيق ويكفي أن تزور ضريحه في ​عنايا​ او قريته في ​بقاعكفرا​ بإيمان وتطلب لتنل!.