بيّن عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​محمد خواجة​، أنّ "المنطق العلمي والعملي والعسكري في غزة يقول إنّ ​المقاومة الفلسطينية​ هي في حالة دفاع، ولا قدرة لها على المبادرة بالهجوم. فضلًا عن صغر مساحة القطاع، وهو محاصر من كلّ النواحي".

ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم" إلى أن "السؤال عن أسباب عدم التصعيد يُحصَر في تلك الحالة ب​إسرائيل​، في ظلّ قدراتها العسكرية الكبيرة، رغم تطوّر القدرات الصاروخية لدى المقاومة الفلسطينية. فإسرائيل لديها مشكلة كبيرة، إذ إنّ أقصى ما يُمكنها القيام به حيال غزة هو أن ترمي النار مع البقاء خارج القطاع، مع ما يرافق ذلك من تدمير. ولكن في المقابل، تتلقّى إسرائيل ​صواريخ​ كثيرة خلال مدّة زمنية قصيرة".

وأوضح خواجة أنّ "لذلك، فإنّ الإسرائيلي أمام خيارات غير مريحة. يستطيع أن يدمّر ويقتل، ولكن بالتأكيد انّ هذا لن يكون لصالحه، ولا سيما أنّه يتحدّث عن "​صفقة القرن​" الّتي تمضي فيها ​واشنطن​ مع ​تل أبيب​، مع تأييد ضمني من عدد من ​الدول العربية​ الوازنة مع الأسف الشديد، التي هي ضمن الحلف الأميركي في المنطقة".

ورأى أنّ "احتلال قطاغ غزة تنتج عنه خسائر هائلة. ونذكر أن غزة هي المنطقة الأكثر اكتظاظًا في العالم. وهو ما يطرح السؤال حول ماذا يفعل الإسرائيلي في اليوم التالي لاحتلال غزة؟ فإن بقي فيها سيتعرّض لضربات كثيرة، وهذا ما يجعل إسرائيل أمام خيارات غير مريحة بالنسبة إليها".

وسأل: "ماذا لو فُتحت الجبهة من ​لبنان​ و​سوريا​ وكلّ هذا المحور ضدّ إسرائيل؟ هذا يحيّر الإسرائيليين حاليًّا أكثر من غزة، وسط تكتيك "الإغراق الصاروخي" الّذي استخدم في غزة في الجولة الأخيرة من التصعيد. فما هي الخيارات أمام إسرائيل إذا فُتِحت الجبهات من قِبَل قوى عديدة وقدراتها القتالية أكبر بكثير من قدرات المقاومة الفلسطينية؟".

وشدّد خواجة على أنّ "المشهد مرتبك، ونحن أمام مشهد حرب لا إسرائيل معتادة عليه ولا دول المنطقة أيضًا، وكلّ المعادلات القديمة تغيّرت".

وحول استعادة "​حركة حماس​" لدور قطر في الملف الفلسطيني، ركّز خواجة على أنّ "نقاط ضعف "حماس"، للأسف، تكمن بأنّها ترتبط في مكان ما بقوى تتمتّع بعلاقات طيّبة مع إسرائيل، بشكل أو بآخر".

كما ركّز على أنّ "ما يهمّنا هو ماذا تفعل المقاومة على الأرض، وليس أي شيء آخر. قد تساعد قطر "حماس" ببعض الأموال من هنا وهناك. ولكن هذه الأمور تتعلّق بحسابات "الحركة"، وإن كانت تلك الحسابات لا توصل الى مكان. ففي النهاية، من يتّخذ طريق المقاومة لا حليف له إلّا قوى المقاومة، ونقطة على السطر. فلا التركي ينفعه ولا القطري ولا غيرهما".