أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ في كلمة له خلال مؤتمر في ​معراب​ تحت عنوان "حقهم يرجعوا" "اننا في مواجهة ​النظام السوري​ المجرم والكذاب وأتمنى على لجنة المتابعة جمع الوسائل للضغط على النظام لمعرفة مصير المفقودين".

وأوضح جعجع أنه "في التسعينات على أيام حافظ الاسد طلبت ​تركيا​ من النظام السوري على مدى سنوات تسليم ​عبدالله أوجلان​ الى ان تم طرده من ​سوريا​ والقي القبض عليه في ​السودان​"، مشيراً الى أن "أي وصف نعطيه لهذا النظام يبقى قليلا بحقه، لا ننسى كل المفقودين على يد النظام السوري ومئات المخفيين في سجون وقبور هذا النظام".

ولفت الى أنه "إذا كان الشّهيد قد استشهد مرّةً واحدة، فإنّ المعتقل والمخفيّ قسراً يستشهد عند كلّ صياح ديك، ونحن بدورنا لم ولا ولن ننكر معتقلينا ثلاث مرّاتٍ قبل صياح الدّيك، بل نجدّد الالتزام بقضيّتهم عند كلّ إشراقة شمس"، مشيراً الى أن "السّياسة عندنا لا تنفصل عن الأخلاق، ولا ​سياسة​ إذا لم تقترن بالإيمان بالقضايا المبدئيّة المحقّة والالتزام بها مهما كان ذلك مكلفا".

ولفت جعجع الى أنه "رفيقي المعتقل لم يقتدك النّظام السّوريّ إلى سجنك الصغير وحدك، بل كان شعبك برمّته موضوعاً في سجنٍ كبير و اليوم وبعدما خرج الشّعب اللّبنانيّ من سجنه الكبير أصبحت انت الشّاهد الملك المتبقّي على مآسي وارتكابات هذا النّظام، لذلك هو يحاول إخفاء أيّ أثرٍ لك، ويمعن في طمس وإخفاء ما تبقّى من معالم جريمته الكبرى بحقّك وبحقّ اللبنانيين جميعاً"، مشدداً على "اننا نلتقي اليوم هنا لا لنستذكر إخوتنا المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون النظام السوري فحسب بل لنجدّد العهد والوعد لهم بأنّ قضيّتهم ستبقى راسخةً في وجداننا ومعرفة مصيرهم وإعادة الأحياء منهم ورفات الشهداء الى أهلهم ووطنهم سيبقى من أولويّاتنا".

وأكد أنه "صحيحٌ أنّ تحرير لبنان أنجز مع خروج جيش الأسد منه، لكنّ السّيادة تبقى منتقصةً بوجود معتقلين لبنانيين لديه وصحيحٌ أنّ شمس الحريّة أشرقت على لبنان وأثلجت قلوب اللّبنانيين، لكنّ عواصف الشّتاء ما زالت تلفح لبنانيين آخرين من المعتقلين وأهاليهم، وتكويهم بجمر الحرقة والعذاب والانتظار"، مشيراً الى أنه "لم يسبق في تاريخ العلاقات بين الدّول أن كانت دولتان مجاورتان مرتبطتان قانوناً بعلاقاتٍ دبلوماسيّةٍ وفي الوقت نفسه كان لدى واحدةٍ منهما عند الثّانية أسرى ومعتقلون ومخفيّون قسراً، من دون أن تبادر تلك الدّولة إلى الإفراج عنهم، أو الكشف عن مصيرهم، أو تقديم أيّ معلوماتٍ ومعطياتٍ جدّيةٍ عنهم، لا بل ظلت تمعن في التّضليل والابتزاز وإخفاء الحقيقة ومواصلة أسرهم وإخفائهم".

وأوضح أن "نظام الأسد ليس دولةً في الحقيقة والجوهر، ولا يمتّ إلى منظومة الأمم المتّحدة والقوانين والأعراف والاتّفاقات الدّوليّة بأيّ صلة

جعجع: يجب إعادة النّظر حتّى بالعلاقة القائمة بالحدّ الأدنى في الوقت الحاضر مع هذا النّظام، إذا لم يقم بالكشف عن مصير الأسرى والمخفيّين قسراً في سجونه".

وأشار الى أن "إمعان النّظام السّوريّ في الاستخفاف والاستهتار بمصير مواطنين لبنانيين يعتقلهم قسراً في سجونه، هو بمثابة اعتداءٍ صارخٍ ومتواصل على لبنان، وهذا لا يؤثر على صورة النّظام السّوريّ المشوّهة أصلا"، مؤكداً أن "ما قام ويقوم به نظام السّجون والقبور بحقّ المعتقلين اللّبنانيين لديه يتناقض مع كلّ الشّرعات والمواثيق الدّوليّة لحقوق الإنسان، ومع الضّمير الإنسانيّ الجامع، ومع قيم ومبادىء الأديان السّماويّة وغير السماوية كلها".

وأكد أن "تسويف النظام السوري ومماطلته وتلاعبه بهذه القضيّة الإنسانية المزمنة يحتّم على الحكومة اللبنانية الشروع في اتخاذ خطوات قضائية وسياسية تجاه هذه القضية، وصولا إلى إحالة هذا الملف لدى محكمة العدل الدّوليّة والمراجع الدّوليّة الحقوقيّة المختصّة".