كشفت مصادر رسمية لصحيفة "الجمهورية" أن ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، هو الذي دعا ​السفيرة الأميركية​ ​إليزابيث ريتشارد​، للقايم بجولة استهلتها بزيارة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ قبل ان تزوره ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، وذلك لإبلاغها التفاهم الذي تحقق في لقاء عون وبري ورئسي ​الحكومة​ سعج ​الحريري​ ليل الإثنين - الثلثاء والذي شمل، الى ملف ​الموازنة​، موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بين ​لبنان​ و​اسرائيل​، نظراً للحاجة الماسة الى موقف لبناني موحَّد ممّا يجري هناك.

وتفيد المعلومات انّ المشاورات ادّت الى تفاهم لبناني كان مفقوداً حتى الأمس القريب يقضي بطرح الترسيم الحدودي في البر والبحر سلة واحدة لا يمكن الفصل بينهما، بعدما تراجع بري عن فكرة الفصل بين الأمرين والذي اعاق على ما يبدو الوصول الى موقف لبناني موحَّد. وفي المعلومات ايضاً انّ رئيس الجمهورية تولّى صوغ الأفكار في ورقة شاملة ومتكاملة جالت بين الرؤساء الثلاثة قبل تسليمها في الصيغة النهائية الى ريتشارد، وذلك تجاوباً مع الحاجة الى مثل هذه الورقة التي ستؤدي الى فتح هذا الحوار الرباعي بغية طمأنة الشركات الدولية التي فازت بالتنقيب عن ​النفط والغاز​ في البلوكات الجنوبية وإنهاء التردّد الذي عبّرت عنه الشركتان الفرنسية والإيطالية (آني و​توتال​) اللتين فضّلتا بدء التنقيب بعد التفاهم مع الجانب ال​إسرائيل​ي. فالجانب الروسي (نوفاتيك) هو الطرف الوحيد من ثلاثي الشركات المتعاونة لم يكن يعنيه التفاهم المسبق مع الإسرائيليين.

وتقول المصادر العليمة، إنّ التوصل الى مثل هذه الآلية التي توافق عليها المسؤولون ​اللبنانيون​ ستشكل دافعاً لزيارة قريبة يقوم بها الى ​بيروت​ نائب وزير ​الخارجية الأميركية​ السفير ​ديفيد ساترفيلد​ المكلف متابعة ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، لإطلاق الآلية العملية الأولى من نوعها التي يمكن ان تقود الى التفاهم النهائي على الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، وتساهم بالتأكيد في تزخيم العمل في البلوكات النفطية من الجانب اللبناني وتقود ايضاً الى رسم التفاهمات المقبلة بين الجانبين لتقاسم هذه الثروة في حال ثبت ان الآبار اللبنانية والإسرائيلية المتجاورة واحدة.