أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ​غسان حاصباني​، عن أسفه لأن "يعود بعضهم ليستغل الوضع الصعب لموازنات ​وزارة الصحة​ العامة ليضلل الرأي العام ويصفّي حسابات سياسية"، مشددا على أن "ما تم تسريبه من جلسة مجلس الوزراء امس وعَرَضته بعض وسائل الإعلام هو مجتزأ ومضلّل".

ولفت حاصباني في حديث لـ"وكالة اخبار اليوم" الى أن "العجز في موازنة وزارة الصحة الذي تكلم عنه وزير الصحة ​جميل جبق​ الذي يقدر بأربعين مليون دولار هو اقل من العجز الذي كان موجودا حين استلمنا وزارة الصحة في كانون الاول عام 2016، ولو سُرِّب كامل الكلام بأمانة من الجلسة لكانت ​وسائل الاعلام​ هذه عرفت التوضيحات والردود التي اتت من وزراء الصحة السابقين، وهم ثلاثة في هذه الحكومة. لكن، وحفاظا على سرية المداولات، لن ندخل بهذه التفاصيل"، مؤكدا أنه "من الواجب التوضيح ان موازنات ​وزارة الصحة العامة​ لم تكن كافية لتغطية الحاجة المتزايدة للدواء والاستشفاء منذ سنوات، وهناك تراكمات لعقود مصالحة منذ عام 2000 للمستشفيات بحوالي 400 مليار ليرة يجب ان تعالج ولا يقتصر الامر على الادوية فقط".

وأوضح أن "قطاع الصحة يختلف عن باقي القطاعات لانه من غير الممكن ترك الناس تموت بسبب الموازنات، مضيفاً: "كلما تأخر الدفع كلما قلَّت القدرة التفاوضية للوزارة. ولا يمكن تقنين الدواء مثل تقنين ​الكهرباء​، لان للناس بدائل في الكهرباء لكن البديل الوحيد للعلاج في الامراض السرطانية هو الموت".

وأشار الى أنه "يجب الا ننسى ان وضع تصريف الاعمال العام الماضي أعاقت الكثير من الإجراءات التي كان بالإمكان اتخاذها لتقليص العجز. وبالرغم من ذلك، اتخذنا اجراءات أدّت الى تخفيض كلفة عدد كبير من الادوية في الاسواق مما سيساهم في تقليص كلفة الوزارة لبعض الادوية هذه ​السنة​"، متمنيا أن "يتوقف مَن يحاول استغلال الواقع الاجتماعي الأليم للناس عن تصرفاته، فلا يمكن ان يحرم الناس من الدواء لهدر الأموال على امور اخرى. نتمنى ان يبقى نقاش الصحة منطقياً وعملياً والا يدخل بازار ال​سياسة​ لأن صحة الناس لا تحتمل المزايدات والتضليل".