لفت رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​، في عظته خلال قداس لراحة نفس البطريرك الماروني الراحل ​مار نصرالله بطرس صفير​، في كابيلا "مستشفى ​أوتيل ديو​"، إلى أنّ "هذا البطريرك القديس الّذي ينتقل من الأرض إلى السماء، يواكبه القديسون والملائكة، والشعب أحبّه وطلب رضاه وصلاته وتوكّل على همّته، لينقلهم من عاصفة هوجاء هبّت بالوطن".

وركّز على "أنّنا ننحي أوّلًا أمام هامته المقدّسة، وهو رجل صلاة ومحبّة للرب، ولأجله ترك كلّ شيء في الدينا"، مبيّنًا أنّ "البطريرك صفير بمقدار ما كان قريبًا من ربّه، على صورة ​مار مارون​ و​مار شربل​، بذلك المقدار، كان قريبًا من الناس جميعًا".

وشدّد المطران مطر على أنّه "كان لي شرف أن أكون نائبًا بطريركيًّا في السابق، وهناك عرفت صفير عن كثب، كيف كان يستقبل الكبار والصغار بوجه واحد وانفتاح واحد. يهمّه أمر الناس جميعًا لأنّهم أبنماوه وبناته، ويريد أن يكونوا بعزّة وكرامة في حياتهم، ومنفتحين على الآخرين. هكذا صرف عمره، فاتحًا قلبه للناس، ويداه مبسوطتان إلى الآخرين، بيضاء كالثلج".

وأوضح أنّه "عندما ضربت العاصفة ​لبنان​، هبّ مدافعًا عن الوطن بصلاته، بكلمته الحلوة والمنمّقة في آن والواضحة. لم يكن لديه عداء لأحد على الإطلاق، بل محبّة للجميع حتّى الّذين يخاصمونه، وكان يقول ذلك. في لبنان، كان همّه أن نتصالح ونتوافق ونبني الوطن من جديد، وطن عزّة وكرامة للجميع". ونوّه إلى أنّه "عندما تمّت المصالحة في الجبل، كان يقول إنّ الجبل هو العمود الفقري للوطن. وعندما ضرب العدو الجنوب، كان يصلّي من أجل الجنوبيين جميعًا ومن أجل اللبنانيين ليحلّ السلام. لم يكن يميّز بين مسيحيّ ومسلم".

وأكّد مطر أنّ "الحرية أساس كلّ الحقوق في الدنيا، وعندما يفقد الإنسان حريّته، لا يبقى من إنسانيّته شيئًا"، مشيرًا إلى أنّ "البطريرك صفير كان صادقًا في أقواله وأعماله، وهو إنسان مخلص ومحبّ وساهر على أبنائه ووطنه حتّى الرمق الأخير. لم بنبض قلبه إلّا بالحب ولذلك عاش طويلًا".

وذكر أنّ "صفير بقي يصلّي على نيّة وطنه، ويجب أن نتعلّم منه كيف تكون المحبّة والصفح والغفران، ولنكمل الطريق الّتي رسمها لنا بالمحبّة والسلام".