توقفت مصادر غربية مطّلعة على نتائج زيارة قائد الجيش ​العماد جوزيف عون​ الأخيرة إلى العاصمة الأميركية ​واشنطن​ عند الأخبار التي يتمّ تداولها عن "تحذير أميركي لقائد ​الجيش اللبناني​" وتهديد لبنان بنتائج وخيمة "إذا ما قام ​حزب الله​ بأي عمل عدائي ضد ​إسرائيل​ انطلاقا من الأراضي اللبنانية".

واستغربت المصادر عبر "صدى الوطن" الاميركية، هذا الكلام المنافي للواقع والحقيقة ووضعته في إطار التحريض المقصود لإرباك الساحة اللبنانية الداخلية وإيصال رسائل سياسية لحلفاء حزب الله وخاصة المسيحيين منهم.

وعلقت المصادر المطلعة على زيارة قائد الجيش بقولها: "لم يسبق أن شاهد الجيش تأييداً بهذا المستوى يكاد يكون مطلقا دون أي تحفظ، حتى ​الكونغرس الأميركي​ الذي كان يشكك في السابق بجدوى المساعدات للجيش اللبناني غيّر وجهة نظره واقتنع بدعم الجيش ووافق على زيادة مخصصاته لهذا العام وللعام القادم بالرغم من عملية تقليص النفقات الخارجية".

وأضافت المصادر بأن ​الإدارة الأميركية​ تفرق بين المستويين السياسي والعسكري في لبنان، وهي تتعامل مع الجيش وتدعمه ل​مكافحة الإرهاب​ من جهة ولدوره الرئيسي في حفظ الأمن اللبناني الداخلي من جهة أخرى، خاصة أنّ هناك أعداد كبيرة من ​النازحين السوريين​ و​اللاجئين الفلسطينيين​ على الأراضي اللبنانية. وإذا أرادت الإدارة الأميركية توجيه رسالة محددة للبنان فإنها ستوجهها للمستوى السياسي كما فعل وزير الخارجية ​مايك بومبيو​ خلال زيارته الأخيرة للبنان، او تنتظر بضع ساعات ليصل مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ​دايفيد ساترفيلد​ إلى بيروت ويبلغ القادة اللبنانيين موقف إدارته المعروف من حزب الله".

جدير بالذكر أن قائد الجيش العماد جوزيف عون يزور حالياً ​الولايات المتحدة الأميركية​ لبحث ولتقييم المساعدات الأميركية للجيش اللبناني وهي زيارة روتينية تجري كل عام. وقد عقد منذ وصوله إلى واشنطن عدة اجتماعات مع مسؤولين في الإدارة والكونغرس وفي وزارتي الخارجية والدفاع وحصل على تأييد شامل وتطمينات من الجميع أن لا أحد سيمس بمساعدات الجيش اللبناني في وقت توجد فيه ضغوط قصوى لتقليص المساعدات او حتى قطعها عن بلدان أخرى.