أكد مسؤول لصحيفة "الجمهورية" أن "الايجابيات التي سادت خلال اجتماعات وزير ​الخارجية الأميركية​ لشؤون الشرق الأدنى السفير ​ديفيد ساترفيلد​، تبقى غير مكتملة في انتظار ما سيحمله ساترفيلد معه من ​تل ابيب​ التي يزورها اليوم"، مشيرة الى أن "الايجابية تَبدّت بعدما عبّر ساترفيلد عن ارتياحه لتوحد الموقف ال​لبنان​ي، معتبراً انّ مثل هذا الموقف يسهّل المفاوضات ويعطيه ورقة مهمة للغاية في مفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً على قرار بلاده بالمضي في هذه المفاوضات حتى النهاية إذا ما اقترن الأمر بموافقة الجانبين".

ولفتت المعلومات أن "اللقاء بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وساترفيلد بدأ بقراءة للمعطيات التي لدى الموفد الأميركي بشأن المواجهة المفتوحة بين ​واشنطن​ و​طهران​ وما تريده من الضغوط التي تمارسها عليها وعلى انصارها وما تسمّيهم أدواتها في المنطقة. وتوسّع ساترفيلد في الحديث، فحدّد ما تريده بلاده بالنتيجة. كما تناول نظرة واشنطن الى أحداث ​العراق​ و​سوريا​ والتدابير الأميركية التي اتخذت هناك، وتحديداً على ساحتي البلدين"، مشيرة الى أن "ساترفيلد تناول ما نتج من اعمال التفجير التي شهدتها ​المياه​ الإقليمية الإماراتية وطالت 4 بواخر تجارية وتفجيرات خط ​النفط​ السعودي شرق ​الرياض​، مؤكداً انّ التحقيقات مستمرة وانّ معلومات باتت لدى المراجع المعنية ومن شأنها تحديد الجهة التي قامت بها في وقت قريب ليبنى على الشيء مقتضاه".

وأوضحت أنه "في جانب آخر من اللقاء تناول البحث الورقة التي سلّمها لبنان الى الجانب الأميركي منتصف الأسبوع الماضي، وتحديداً ما يتصل بآلية الترسيم للحدود البرية والبحرية على انها سلة واحدة من دون الفصل بين الخطين البري والبحري. وبعدما لفت ساترفيلد الى اهمية ما تم التوصّل اليه، طلبَ ايضاحات محددة حول بعض النقاط والمقترحات اللبنانية، وتحديداً تلك المتصلة بآلية المفاوضات ومكان انعقادها وهامش الحركة الذي يمكن ان يقوم به"، كاشفة أن "ساترفيلد أبلغ رئيس الجمهورية انه سيتوجه الى ​اسرائيل​ في الساعات المقبلة، وانّ اتصالات تجري لترتيب المواعيد مع المسؤولين الإسرائيليين المعنيين بالملف بغية استكشاف الجديد بالموقف الإسرائيلي الذي يعتبر أن ​الأمم المتحدة​ لا تملك التفويض للتعاطي بمثل هذه العملية، وهو امر يحتاج الى تعديلات في مهامها. وهو خلاف في حال استمراره يعيق اي تقدم بشأن الطرح اللبناني الذي اقترح الحوار عبر اللجنة الثلاثية التي تلتقي في ​الناقورة​ برعاية الأمم المتحدة، على أساس توحيد المسارين البري والبحري في كل المراحل".

وبينت المعلومات أن "ساترفيلد عبّر عن استعداد بلاده للمشاركة في المفاوضات كما اقترحها الجانب اللبناني، وانه يمكن ان يشارك في اجتماعات الناقورة بصفة المسهّل او المساعد. فهم ليسوا طرفاً مباشراً، ولكن بمقدورهم تقريب وجهات النظر بين الجانبين".