تمنى عضو كتلة "​الجمهورية القوية​" النائب ​وهبي قاطيشه​، في حديث لـ"النشرة"، أن يتم الإنتهاء من دراسة الموازنة العامة في ​مجلس الوزراء​ سريعاً، لكنه أشار إلى أنّ الأمور لا يبدو أنها تسير بالإتجاه الصحيح، لا سيما أن البعض في المجلس يريد على ما يبدو إعادتها إلى المربع الأول، مذكراً بتصريح سابق لوزير الماليّة ​علي حسن خليل​ حول هذا الموضوع.

ورأى قاطيشه أن المعالجة التي يتم الحديث عنها في الموازنة هي رقميّة و"دفتريّة" على ما يبدو، معتبراً أن المعالجة الحقيقية يجب أن تصل إلى مستويات الهدر الكبيرة نزولاً، لافتاً إلى أنه عند ذلك يمكن الوصول إلى "فلس الأرملة"، مشيراً إلى أن "المعالجة من تحت لن تعالج الأزمة".

وأوضح قاطيشه أن ل​مجلس النواب​، بعد وصول مشروع الموازنة إليه، إحداث تغييرات عليه، لافتاً إلى أنه لا يمكن إستبقاق الأمور لمعرفة المجالات التي تناولها مجلس الوزراء، معتبراً أن التركيز فقط على الفئات الفقيرة يعني إنعدام الإصلاح وغياب الرؤية الإقتصاديّة.

على صعيد متصل، رأى عضو كتلة "الجمهورية القوية" أن آليّة العمل في مجلس الوزراء لا تساعد على معالجة الملفّات الكبرى، مشيراً إلى أن المجلس قادر على الإنجاز في حال توفرت الإرادة الجدّية لذلك، وهو المسؤول عن معالجة المشاكل، لكن حتى الآن ليس هناك جدّية.

من ناحية أخرى، استبعد قاطيشه حصول مواجهة عسكريّة مباشرة مفتوحة بين ​الولايات المتحدة​ و​إيران​، مشيراً إلى أن التصعيد العسكري من قبل واشنطن ما هو إلا لمنع الفريق الآخر من الإقدام على أيّ خطوة، معتبراً أنها نجحت على هذا الصعيد، لافتاً إلى أن طهران لم تقدم على أيّ خطوة بشكل مباشر، حيث اكتفت بما قام به بعض من يدور في فلكها الأمر الذي تستطيع التنصل منه.

وأعرب قاطيشه عن قناعته بأنّ الأمور ذاهبة إلى المفاوضات بين الجانبين، التي ستؤدّي إلى خسارة إيران بعض المكتسبات غير المحقّة التي كانت تتمتّع بها من خلال تدخّلاتها في المنطقة، معتبراً أن لذلك تداعيات على الساحة اللبنانيّة، نظراً إلى أن إنكفاء ايران عن الساحة العربيّة، ومن ضمنها لبنان، سيقتصر تأثيرها على المستوى الإجتماعي والثقافي، مرجّحًا أن هذا الواقع سيساعد على الإندماج والوفاق اللبناني.

وأكد قاطيشه أن نجاح خطّة الضغط على إيران ستؤدي إلى فتح ملف "​حزب الله​" على مصراعيه، ما يعني درس الإستراتيجيّة الدفاعيّة بشكل أسهل، وعندها قد لا يريد الفريق اللبناني الإستمرار في حمل السلاح، لأنّه يشكل عائقاً على حياته الإجتماعيّة والثقافيّة ومسؤوليّاته تجاه المواطنين، خصوصاً مع تراجع مصدرالتمويل الأساسي، مشدداً على أنّ ذلك سيؤثر إيجاباً على لبنان الذي يبقى جزءاً من العالم العربي.

من جهة ثانية، شدد عضو "الجمهورية القويّة" على أنّ ما أقدم عليه رئيس ​الإتحاد العمالي العام​ ​بشارة الأسمر​ لا يمكن السكوت عنه بأيّ شكل من الأشكال لا قضائياً ولا أخلاقياً، معتبراً أنه من الطبيعي ألاّ يستمر في موقعه والذهاب إلى إنتخابات على مستوى الإتحاد، لأنّ أحداً في لبنان لا يمكن أن يقبل أن يبقى على رأس الإتحاد، بعد أن أثبت أنه غير أهل للمسؤوليّة على المستويات كافة.