أعلن رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ في مؤتمر صحافي، في دار مطرانيّة بيروت في الأشرفيّة، عن الإحتفال الذي سيقام السبت المقبل في مناسبة يوبيل ١٢٥ سنة على تشييد كنيسة مار جاورجيوس الكاتدرائيّة، في وسط بيروت.

المطران مطر لفت الى ان إذا كنَّا نستذكر تاريخَ وجودنا في هذه العاصمة الحبيبة، وكيف تطوَّر حجرًا وبشرًا، فذلك ليس من باب الحنين إليه أو التَّغنِّي به وحسب، إنَّما لإعادة إبراز دوره الأساسيِّ فيها وتكملةً للرِّسالة المسيحيَّة والوطنيَّة الَّتي انتُدبنا لإيصالها من خلال عيشها في الزَّمن والمكان اللَّذَين وضعتنا النعمة الإلهيَّة فيهما. نحن هنا نكمِّل سلسلة هؤلاء الَّذين ارتضَوا أن يَحيَوا حياتهم عملاً دؤوبًا في خدمته وخدمة الإنسان. نحن هنا في وسط العاصمة من أجل رسالتَين متلازمتَين لا ثالثَ لهما، الأولى هي الرِّسالة المسيحيَّة وعيشها بكلِّ أبعادها المقدَّسة والمقدَّسة وصولاً إلى التَّألُّه بالَّذي تجسَّد ليؤلِّهنا، والثَّانية هي الرِّسالة الوطنيَّة المبنيَّة على المحبَّة للوطن والخدمة والمحبَّة لكلِّ أبنائه بحيث يشعر كلُّ مَن يؤمُّ هذا الصَّرحَ ولأيِّ دين أو مذهب انتمى، أنَّه في بيته، فتنشأ من هنا عائلة الوطن الكبرى المبنيَّة على نسيان الذَّات في سبيل الآخرين، على العطاء قبل الأخذ، على الوفاء قبل الاستيفاء، على تتميم الواجبات قبل المطالبة بالحقوق. هكذا كُتب تاريخ هذه الكاتدرائيَّة المجيد بفضل المطارنة الصَّالحين الَّذين صلُّوا وعلَّموا فيها ومعاونة الَّذين تولَّوا شؤون رعايتها. وهكذا يجب علينا أن نواصل كتابة هذا التَّاريخ لتبقى هذه الكاتدرائيَّة دائمًا وبنعمة الله، منارةً هاديةً في خدمة المحبَّة.

وجودُنا هنا هو تواصل لتاريخٍ مجيدٍ دينًا ودُنيا وتهيئة لمستقبلٍ زاهرٍ بإذن الله. وما نقوم به اليوم في هذا المكان الَّذي قدَّسته نعمة الله بصلوات مَن سبقونا وعاشوا فيه أو أتوا إليه ليناجوا الباري داخل جدرانه المباركة، هو تواصل لوجود كاتدرائيَّة عمرها إلى الآن 125 سنة.

نقيب المحررين جوزف القصيفي ألقى كلمة لفت فيها الى ان اليوبيل الخامس والعشرين بعد المائة على تشييد كاتدرائية مار جرجس المارونية تقام إحتفالية تليق بالمناسبة، وهي إحتفالية أرادها سيادة المطران مطر، محطة وفاء لسلفه الرؤيوي المطران يوسف الدبس، الحبر الملفان، والمؤرخ الكبير، والمربيّ، والراعي الصالح والمصلح، الذي بنى مدرسة أطلعت ثلاث رؤساء للجمهورية، واحتضنت جبران خليل جبران في بداياته الواعدة، ورفع قباباً لكنيسة عاندت الزمن، لتبقى عيناً على بيروت الواحدة، وقلباً للبنان الموحّد، في حماية مار جرجس الفارس والحارس، قاهر تنين الشر، والتفرقة، وحامل راية الايمان الذي ينقل الجبال من مواضعها.

نقيب الصحافة عوني الكعكي اعتبر ان شرف كبير ليّ أن ألبّي دعوة صديقي المطران بولس مطر والحضور إلى هذا الصرح الروحي والوطني الكبير لنشارك في الإعلان عن الإحتفال بيوبيل 125 سنة على تشييد كاتدرائيّة مار جاورجيوس في وسط بيروت. إنني أفتخر وأعتز أن والدتي إبنة الكنيسة المارونيّة وإبنة هذه المنطقة، منطقة الأشرفيّة، التي لي فيها ذكريات كثيرة. وبصوت عالٍ أقول لولا هذه الكنيسة لا وجود للبنان. وما يميّز لبنان عن كل البلاد العربيّة هو كنيسته ووجود المسيحيين فيه. وأضيف وأقول أنه لولا الكهنة والرهبان لما حفظ المسلمون القرآن الكريم.

وتوجه في الختام الى المطران مطر بالقول : لقد واجهت تحديّات كثيرة للمحافظة على ما بناه أسلافك من الأحبار فبارك الله أعمالك وإنجازاتك التي قمت بها خدمة للكنيسة والوطن.