أكد راعي أبرشية جبيل المارونية ​المطران ميشال عون​ خلال ترؤسه قداس شكر لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك ​مار نصرالله بطرس صفير​ "أننا نرفع ​الصلاة​ في هذا القداس لراحة نفس صفير، وصلاتنا هي تعبير عن عربون شكر لهذا ​الراعي​ الذي أعطى وضحى كثيرا لبلاد جبيل وأبرشيتها، فهو كان راعيا لهذه الابرشية يوم كانت نيابة بطريركية طيلة 25 سنة من العام 1961 لغاية 1986 من القرن الماضي، وكان طيلة هذه السنوات، خير الراعي الساهر على الابرشية وأبنائها واوقافها، وحياة الرعايا بغيرة الراعي، متلمسا مثال الراعي الاوحد والاكمل، سيدنا ​يسوع المسيح​".

ولفت المطران عون الى أن "هذا الامر ليس غريبا عن روحانية البطريرك صفير، فهو منذ أن لبى الدعوة لاتباع الرب، وضع اليد على المحراث وما عاد التفت الى الوراء، عرف بتواضعه الكبير وأمانته للكهنوت ولرسالته التي عاشها طيلة حياته، منذ أن رسم كاهنا عام 1950 الى اليوم الذي أغمض فيه عيناه، وانتقل الى بيت الاب السماوي، وانا عرفته مطرانا حيث كان لي الفخر مع رفاق لي، ان يرسمنا في العام 1983 أول رسامة في المدرسة الاكليريكية الدرجات الصغرى، المرتل والقارئ والشدياق، ولاحقا عرفناه بطريركا، ففي كل مراحل حياته بقي هو هو الكاهن اولا، الذي يسعى الى اتباع معلمه والى ان يقدس ذاته قبل ان يقدس الاخرين، لذلك كانت كلمة الرب تلقى دائما الصدى في حياته، وهذا ما ساعده على عيش التواضع وخدمته بكل أمانة، فلم يكن يوما همه إرضاء نفسه، بل همه الاول إرضاء الرب، وقد يكون هذا ما لم يعجب البعض، ولكن كان بالتأكيد صاحب ضمير ونخوة ورغبة دائمة بان يحقق اولا وآخرا، مشروع الرب في خلاصه وحياته".

وشدد على ان "مواقف صفير الوطنية، كانت تعبر عن قناعته وحبه الكبير من دون اي مساومة، فعندما مر ​لبنان​ خلال ​الحرب اللبنانية​ بمراحل صعبة، ويوم كان هناك قرارات يجب اتخاذها، ويوم كانت القيادات السياسية مغيبة او البعض منها مرتهنا، بقي هو صوت الحق وصوت ضمير كل لبنان حرا بمواقفه، وبسعيه الى تحقيق استقلال لبنان بالكامل، ولذلك أطلق عليه بطريرك ​الاستقلال​ الثاني، بعد أن سعى البطريرك الحويك الى إنشاء دولة لبنان الكبير، والبطريرك عريضة كان مهندس الاستقلال الاول".

وأشار الى "أننا نرفع الشكر اليوم في صلاتنا الى الرب، لانه أعطانا راعيا مثل البطريرك صفير، ونطلب منه ان يكافئه مكافأة الابرار والاحبار القديسين على حياة أفناها بالخدمة، وسعى لان يكون فيها متبعا كل يوم معلمه سيدنا يسوع المسيح، ونصلي على نية أبرشيتنا التي خدمها لكي تتابع الرسالة، ولكي يعطينا الله كهنة وأحبارا قديسين، يسعون أولا وآخرا الى متابعة اعلان خلاص الرب، لكي يصل الى كل انسان".