ليس سرا القول ان اهل ​السياسة​ في لبنان يتعاطون بخفة مع موضوع توطين ​اللاجئين الفلسطينيين​... «قوى حزبية» وازنة في البلد ابدت انزعاجها من هذه المقاربة السطحية للموضوع وتحضر لإعلان ما يشبه الاستنفار السياسي العام لمقاربته بجدية اكبر، كاشفة لـ«اللواء» عن وضعها خطة وطنية سياسية شاملة من ثلاثة بنود لمنع توطين اللاجئين الفلسطينيين او اي لاجئ في لبنان.

وتتضمن الخطة البنود التالية:

البند الاول وهو العنصر الاهم ويشمل مواجهة فرض التوطين برفض لبناني سياسي وشعبي جامع يكفله الدستور والطائف والبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة.

البند الثاني ويشمل قيام لبنان رسميا بكل الخطوات الإجرائية والعملية لمواجهة التوطين والتي ستتضمن في مرحلة اولى نزع السلاح نهائيا من المخيمات وتوقيف كل المطلوبين، وفي مرحلة لاحقة إلغاء هذه المخيمات واعادة الأراضي والعقارات لاصحابها وترحيل اللاجئين والفرض على ​المجتمع الدولي​ استقبالهم، والاستمرار في تشديد الشروط الموضوعة على الفلسطينيين في لبنان.

البند الثالث ويتضمن امتناع لبنان نهائيا عن المشاركة في اية اجتماعات عربية او دولية لمواكبة ​صفقة القرن​، لا سيما مؤتمر ​البحرين​ الاقتصادي الذي سيعقد في ​المنامة​ نهاية الشهر المقبل، اضافة الى تحضير الخارجية اللبنانية كل ما يلزم من «مواثيق» رسمية لتقديمها الى المحافل الدولية رفضا لتوطين اللاجئين الفلسطينيين او اي لاجئ على الأراضي اللبنانية.

غير ان اصرار هذه القوى على مواجهة التوطين علنا وسرا، يقابله استسلام واضح على ضفة قوى لبنانية اخرى تجاوبت مع طروحات المبعوثين الأوروبيين والاميركيين واعطت ضمانات «على حسابها ومن كيسها الخاص» بالسير في هذا الموضوع.

وفي هذا السياق، كشفت تلك القوى ان جهة رسمية لبنانية لم تخجل من القول امام زوارها بان صفقة القرن اكبر منا وقد دخلت حيز التنفيذ ومن ضمنها توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث تواجدوا مع تقديم تسهيلات اقتصادية للبلدان التي تستضيفهم، فلماذا لا نستفيد من هذه الصفقة وننعش الاقتصاد وخزينة الدولة طالما ان رفضنا للتوطين لن يقدم او يؤخر؟

وامام هذا الواقع لم تتوانَ تلك القوى عن التأكيد على ان محاولات التضييق اقتصاديا على ​حزب الله​ وبيئته والتهويل سياسيا على حلفائه وتهديدنا بخضات أمنية في لبنان لن يمنعنا من السير برفض مشروع التوطين بالقوة ذاتها التي دحرنا بها العدو الاسرائيلي عن لبنان والعدو التكفيري عن حدودنا.

وبالتالي، فان ما يهمنا اليوم هو العمل جديا لمنع تمرير قرار توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتعامل بصرامة مع مطالب الاميركيين والأوروبيين الذين مرروا حتى اليوم اكثر من سيناريو لفرض التوطين مقابل تقديم تسهيلات اقتصادية للبنان.

وفي السياق، فان الحركة الاميركية الضاغطة لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان و​فلسطين المحتلة​ تدخل في جزء منها في سياق مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين من خلال ابتزاز لبنان بتقديم التسهيلات في هذا الملف مقابل السير بمشروع التوطين وكف يد حزب الله نهائيا عن استهداف العدو الاسرائيلي على خلفية «صفقة القرن»، وفي جزء آخر تمرير هذه الصفقة بجزئها الذي يكفل تحقيق الامن الاقتصادي للعدو الاسرائيلي كدولة قائمة بذاتها.