لفت "حزب الكتلة الوطنية" إلى أنّ "​المقاومة​ تقف وراء الدولة ويجب التشديد على أنّ ليس المطلوب وقوف الحزب أمام الدولة أو وراءها إنّما أن يكون جزءاً غير متمايز عن غيره وفي صلبها إسوة بغيره من الأحزاب اللبنانيّة"، موضحاً أنّ "دولة القانون حامية الحرّيات و​العدل​ وتماسك المجتمع، لا تقوم على تجميع أصحاب هويّات تتبع لمرجعيّات مختلفة إنّما على جسم واحد لا يتعرّف إلا على المواطن وحقوقه وموجباته".

وفي بيان له، ذكر الحزب بـ"مبدأ أساسي يستند إلى التجارب التاريخيّة يقوم على أن لا حماية لمجموعة لبنانيّة إلا من قبل اللبنانيّين، وأنّ أيّ حماية خارجيّة من أيّة جهة أتت، عرضة لتقلّبات المصالح"، مشيراً إلى أنّ "حماية اللبنانيّين بعضهم لبعض يتطلّب بداية ترسيخ الثقة بينهم وهو ما يقع في جوهر عمله الحزبي".

وشدّد الحزب على أنّه "من غير الطبيعي أن تتحمّل مجموعة واحدة من اللبنانيّين وزر الدفاع عن الحدود، والظروف التي أدّت إلى إلقاء هذا العبء على هذه المجموعة انتفت حالياً"، مؤكداً أنّ "من بين مؤسّسات الدولة اليوم جيشها المفترض أن يكون المسؤول الوحيد عن حماية الوطن، والإلتحاق بوحداته، بعيداً كل البعد من أيّ إملاءات خارجيّة، هو شرف على حدّ سواء للمواطن المتطوّع وللمؤسّسة العسكريّة التي تحتضن جميع أبناء الوطن من دون تمييز".

وفي المسألة الثانية المتعلّقة برفض توطين الفلسطينيّين، لفت "حزب الكتلة الوطنيّة" إلى أنّ "تأكيد ​حق العودة​ لا يستند فقط إلى المحافظة على توازن النسيج اللبناني ولا على أنّهم فلسطينيّون تستعمر أرضهم ​إسرائيل​، إنّما انطلاقاً من مبدأ الدفاع عن الحق بالمطلق. وأضاف أنّ التمسّك بهذا الحق المطلق هو من ميزة ​الشعب اللبناني​"، مؤكداً أن "الحقّ لا يتجزّأ، وفي حال كان السيّد ​حسن نصرالله​ يعتبر أنّ اللبنانيّين أبناء وطن واحد بتنوّعهم فحقّهم عليه بتحقيق المساواة في الحقوق والموجبات وبالعيش في أمان بعيداً من الاضطرابات التي ينتجها التدخّل في صراعات الآخرين حتى الأصدقاء من بينهم لأنّ الأولويّة هي للبنانيّين".

وفي المسألة الأخيرة أي ​مكافحة الفساد​، توجّه الحزب إلى السيّد نصرالله بالقول: "إنّ الجهادالأكبر هو جهاد النفس، والفساد هو سقوط النفس واضطرابها بالحد الأدنى، ومواجهة هذه الظاهرة لا يتم بالفضح وال​تمنين​ وبخلق أجهزة موازية لمكافحتها، إنّما بتمكين أجهزة الرقابة والملاحقة وتحصينها، وهذا يتطلّب قراراً سياسياً واضحاً وصارماً"، مشيراً إلى أن "السيّد بموقعه كشريك أساسي عليه المبادرة أمام سكوت الآخرين إن كان يقصد ما يقوله".

وشدد على أنّ "الفساد ليس مسألة أرقام فقط أو أحد أسباب انهيار الدولة إنّما يمثّل أيضاً إذلالاً للمواطنين لأنّه يغذّي الزبائنيّة القائمة على تمنين المواطنين بأبسط حقوقهم وهو ما يمثّل قمّة الذلّ".