تؤكد اوساط سياسية في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​ ان ما اعلنه الامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ منذ ايام في إطلالته الاخيرة عن موضوع ​النزوح السوري​ وعن مساعي توطين اللاجئين ال​فلسطين​يين في اماكن الشتات ليس من باب الاقاويل الانشائية او التصاريح العابرة او مجرد محط كلام بل هي تكتسب اهمية كبرى كونها تصدر عن شخصية ​لبنان​ية وعربية ذات مصداقية وحيثية كالسيد نصرالله. وتؤكد الاوساط انه صار ثابتاً ان لا ​الولايات المتحدة الاميركية​ ولا معظم الدول الاوروبية الكبرى ومعها ​الدول العربية​ والخليجية المنضوية في الحلف الاميركي- الاسرائيلي تريد عودة ​النازحين​ الى ​سوريا​ وهي ترغب بأن تبقى في اماكن تواجدها وان لا تشارك في عودة الامور الى طبيعتها في سوريا، والاهم ان لا تصوت بعد عامين في ​الانتخابات​ السورية الرئاسية لمصلحة الرئيس بشار لااسد كما فعل عشرات الالاف من نازحي لبنان في الانتخابات الماضية. وتشير الاوساط الى ان لا المبادرة الروسية نجحت واعطيت فرصة لتنجح بعد تطويقها بالضغوط الاميركية- الاوروبية ومنع تزويدها بما يلزم من اموال للمضي قدماً بعودة نوعية وكبيرة وهامة وطوعية وآمنة لمئات الالاف من النازحين الى سوريا. وتشير في هذا السياق الى ان حزب الله مستمر بقوة على خط عودة النازحين ولو كانت الوتيرة بطيئة وتشمل مئات من النازحين الراغبين بالعودة الا انها على السكة الصحيحة ولو استهلكت بعض الوقت لكن كل من عاد مع عائلته يعكس الاجواء الايجابية في بلاده وان الامور تعود الى طبيعتها رغم غلاء الاسعار وقلة الدخل وقلة فرص العمل وهذا امر طبيعي في بلد عاشت هذه الازمة والحرب الطويلة والمدمرة لكنها مرحلة وتمر وستعود الاوضاع الى ما كانت عليه وخصوصاً ان الامن يعود تدريجياً مع دحر الارهابيين التكفيريين.

وتؤكد الاوساط ان ​الاتصالات​ جارية بين ​الامن العام اللبناني​ و​الدولة السورية​ وبين حزب الله والدولة السورية لتسوية اوضاع المتخلفين عن الخدمة الالزامية وتسوية اوضاع الاقامات والاوراق القانونية وتسجيل الولادات وغيرها من الامور التي تمنع العودة في ظل مناخ ايجابي وتجاوب السلطات السورية مع كل هذه المساعي وهي الراغبة بعودة كل ابنائها اليها.

اما في ملف ​التوطين​ ومع دخول شهر ايار وارتفاع وتيرة العمل الاميركية على بدء تنفيذ ​صفقة القرن​ بمعاونة عربية وخليجية واوروبية ومع تزايد العقوبات والحصار المفروض على سوريا و​ايران​ وكل محور المقاومة لتطويقه وشل حركته ومنعه من ابداء اي رد فعل تجاه تنفيذ صفقة القرن، تحرك حزب الله وفق الاوساط بقوة على خط التواصل اللبناني- الفلسطيني وطرح ما لديه من معطيات على الطاولة بخصوص مؤامرات التوطين وتصفية ​حق العودة​ والجهات المتواطئة على اللبنانيين والفلسطينيين، كما طرح موضوع استقرار المخيمات وتعزيز الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني في لبنان كما طرح حق العمل وفق آلية قانونية مضبوطة ومرنة وكذلك حق التملك من دون ربط التملك بالتوطين بل ربطه بالتعهد يحق العودة. كما ايقن حزب الله الاهداف من محاولات تطويق سلاح المخيمات وخارجها ونزعه تحت ذريعة الفوضى التي يسببها وانتفاء الحاجة اليه وهو امر مرفوض كون السلاح هو ضمانة لحق العودة وتحرير فلسطين وهو سلاح منضبط غير متفلت ولا يسبب اي مشكلات امنية باستثناء بعض التوترات المحدودة.

وتشير الاوساط الى ان حزب الله والذي يؤيد الموقف اللبناني في تلازم الترسيم البحري والبري للحدود مع ​فلسطين المحتلة​ والذي يضمن الحقوق اللبنانية على المليمتر لا يرى ان الحدود مرتبطة ب​سلاح المقاومة​ او ب​الاستراتيجية الدفاعية​ او تحقيق مطلب العدو نزع سلاح المقاومة ولا حتى تصوير الامر انه موافقة لبنان على صفقة القرن ودخوله مع العدو في مفاوضات سلام. وتشدد الاوساط على ان خلط هذه الامور غير منطقي وتشويش على الحقيقة ان لبنان والمقاومة لا يمكن ان يساوما على نقطة ماء وحبة تراب او يخوضان في سلام مزعوم مع العدو او يتخليان عن سلاح المقاومة الردعي والاستراتيجي في مواجهة العدو.

وتلفت الاوساط الى ان المبادرة او الدعوة التي اطلقها السيد نصرالله في خطابه الاخير لحوار سريع لبناني- فلسطيني لافشال صفقة القرن والتأكيد اللبناني- الفلسطيني لرفض التوطين في لبنان يمكن ان يتم عبر تشكيل لجنة وزارية يساعد حزب الله في مهامها ويشارك في لقاءاتها وهناك إطار اسمه لجنة الحوار - اللبناني الفلسطيني ويمكنها ان تنفذ مقررات اللجنة الوزارية التي ستتخذها عبر اعضائها المتنوعي الانتماءات السياسية. وفي حين لا تجزم الاوساط بموعد اول اجتماع للجنة وكيفية تشكيلها ومن ستضم تؤكد ان الامور على النار بعد كلام السيد نصرالله ويفترض ان يتم تسييل الافكار الى خطوات عملية بعد الفطر المبارك.