علمت "الشرق الأوسط" من مصادر مقربة من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ تعليقا على الحملة التي يرعاها وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ويستهدف من خلالها المدير العام ل​قوى الأمن الداخلي​ ​اللواء عماد عثمان​، بأنه يتمسك ببقاء عثمان على رأس هذه المؤسسة، وأن استبداله غير مطروح، وأن ما يراهن عليه باسيل لن يُصرف في مكان.

وأكدت المصادر نفسها بأن عثمان خط أحمر بالنسبة للحريري، وقالت من غير الجائز "معاقبته" استرضاء لهذا أو ذاك وهو يقف على رأس مؤسسة أمنية حققت نجاحات في التصدّي للإرهاب وفي مكافحة الفساد.

في هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" أن لا مشكلة من جانب عثمان مع باسيل، وأن الأخير يتصرف وكأنه المسؤول عن الأمن، ويحاول التدخّل في تفاصيل هو في غنى عنها. إضافة إلى أنه يصرّ على مخاطبته من فوق، وأن ما حصل على هامش الإفطار الرمضاني الذي أقامه ​رئيس الجمهورية​ في بعبدا لم يكن له أي مبرر، وأن من صودف مروره لحظة اجتماعهما على الواقف في حديقة القصر فوجئ بطريقة تعاطي باسيل مع عثمان.

لذلك؛ فإن باسيل يخطئ في حسابه في حال إصراره على استبدال عثمان، كما أخطأ في السابق في الحملات التي تولاها "التيار الوطني" ضد حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ ومدير عام الميدل ايست ​محمد الحوت​. كما أن استهدافه أبرز الرموز في الطائفة السنّية في الإدارة يضعه في موقع صعب ليس في مواجهة الحريري فحسب، وإنما في علاقته مع تيار "المستقبل" الذي هو في الأساس يرسم لنفسه مسافة منه بصرف النظر عن علاقته بقيادته.