ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن "​تركيا​ تدرس إمكانية نشر منظومات ​الصواريخ​ من طراز "إس-400"، التي ستشتريها من ​روسيا​، على سواحل شرق المتوسط وسط التوتر في المنطقة بسبب حقول ​الغاز​ و​النفط​"، مشيرة إلى أن "منظومات "إس-400" بعيدة المدى، التي ينتظر أن تنقل إلى تركيا خلال أسابيع معدودة، توسع بشكل كبير قدرات تركيا العسكرية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تخوض خلافا حادا مع عضو ​الاتحاد الأوروبي​ قبرص بسبب التنقيب عن الغاز".

وأشارت مصادر للوكالة إلى أن "نشر هذه المنظومات في الجنوب التركي سيكون، حال إقرار هذا الإجراء، رسالة قوية إلى خصوم تركيا وحلفائها بشأن حزمها في حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية".

يذكر أنه على مدار السنوات الماضية عثر في سواحل كل من مصر وإسرائيل وقبرص، على كميات كبيرة من حقول الغاز الطبيعي، ما أثار احتمالات لإنشاء مركز طاقة إقليمي كبير، لكن هذه الآفاق تواجه مشكلات قوية بسبب الخلافات السياسية بين دول المنطقة.

ومنذ العام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسامها شطرين، وهما ما يسميان بـ "جمهورية شمال قبرص" التي تقطنها أغلبية تركية، وجمهورية قبرص المعترف بها دوليًا والتي تقطنها أغلبية يونانية.

ووكانت تركيا قد أعلنت ، يوم 4 أيار، بدء أعمال تنقيب عن الغاز بسماح من جمهورية شمال قبرص التركية في منطقة من مياه البحر الأبيض المتوسط، تعتبر جزءا من المنطقة الاقتصادية الخاصة بجمهورية قبرص.

وفي خطوة أثارت انتقادات شديدة من قبل جمهورية قبرص و​اليونان​ والاتحاد الأوروبي و​الولايات المتحدة​ وكذلك مصر، وجهت تركيا إلى المنطقة سفينة "فاتح" للحفر، وبدأت العمل هناك منذ ذلك اليوم، ومن المتوقع أن تبقى هناك لمدة 4 أشهر. وتعهدت تركيا بحماية حقوقها في المنطقة وأعلنت أنها سترسل سفينة تنقيب ثانية إلى المنطقة.

ويأتي ذلك في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن مؤشرات على سعي مصر إلى إنشاء تحالف مع اليونان وجمهورية قبرص موجه ضد تركيا، التي تشهد علاقاتها مع الحكومة المصرية أزمة سياسية حادة منذ العام 2013، لا سيما أن القاهرة نفذت في السنوات الماضية سلسلة مناورات عسكرية مشتركة مع القوات اليونانية والقبرصية في المنطقة.