أعلن رئيس الوزراء ​سعد الحريري​، "أنّنا لا نحتاج لكبير جهد، في أيّ محاولة لتوصيف الواقع المأساوي الّذي تعانيه بعض الدول الشقيقة، وهو واقع ينشأ أساسًا عن التدخّل الخارجي في شؤونها الداخليّة، ويرمي بآثاره الأمنيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة على الدول المحيطة، وبينها ​لبنان​، الّذي دفع في العقود الماضية ضريبة قاسية للاعتداءات الإسرائيلية ولحروب الآخرين على أرضه".

ولفت في كلمته خلال ​القمة العربية​ الطارئة في مدينة مكة، إلى أنّ "لبنان يدفع اليوم، ضريبة مكلفة جدًّا للجوء مئات الآلاف من الأشقاء السوريين إلى أراضيه، هربًا من الحريق المستمرّ في ​سوريا​"، مركّزًا على أنّ "هذه مناسبة للتأكيد في ضوء ما ينشر من تقارير إعلاميّة واستخبارتيّة، على رفض لبنان لكلّ ما يشاع عن مشاريع ​التوطين​، والتزام اللبنانيين موجبات ​الدستور​ ومقتضيات الوفاق الوفاق الوطني، ومناشدتهم الأشقاء العرب، حماية الصيغة اللبنانية من عواصف المنطقة، ومشاركتهم في إيجاد الحلّ العاجل لمأساة ​النزوح السوري​، وقطع الطريق على المحاولات المتواصلة لاختراق المجتمعات العربية".

وأكّد الحريري "دعمنا للشعب الفلسطيني في نضاله المحقّ لأجل نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها ​القدس​ الشريف"، منوّهًا إلى أنّ "لبنان قد خرج من محنته، عندما تضامن الأشقاء العرب على مساعدته ودعمه، فكان "​اتفاق الطائف​" الّذي تحقّق في هذه الديار، الّتي باركها رب العالمين، وجعلها قبلة للعرب وكلّ المسلمين".

وشدّد على "أنّنا ندين أشدّ إدانة، الاعتداءات الّتي تعرّضت لها دولتا ​الإمارات​ و​السعودية​، وندعو إلى اوسع تضامن عربي في مواجهتها"، مبيّنًا أنّ "التضامن العربي يبقى السلاح الأمضى في يد العرب، وفي أيدي البلدان الّتي تجتمع اليوم على حماية الهوية العربية".

وذكر "أنّنا في لبنان نتطلّع إلى هذا التضامن ونراهن عليه لتفعيل قواعد العمل العربي المشترك، ونجد فيه السبيل الحقيقي للاستقرار المطلوب على كلّ المستويات، ولكبح أيّ جنوح في المنطقة للتصعيد غير المسؤول والإخلال بمقتضيات الجوار والحوار"، مركّزًا على أنّ "لبنان جزء لا يتجزأ من هذه الأمة وعضو مؤسس في ​جامعة الدول العربية​، وهو لن يتخلّى تحت أيّ ظرف من الظروف عن هذا الإنتماء، وسيبقى وفيًّا لوفاء الأشقاء وأمينًا على تطوير علاقاته معها".