لفتت "الاخبار" الى ان الإهانات المتكررة التي يوجّهها الرئيس الأميركي، ​دونالد ترامب​، للملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تزيد من حرج نظام ​الرياض​. وذكرت انه إنه يحاول، من دون جدوى، من خلال قنواته الدبلوماسية في ​واشنطن​ أن يوسّط مؤسستي ​البنتاغون​ والخارجية لإقناع الرئيس بالتوقّف عن الإهانة المتواصلة للملك سلمان.

ونقل مصدر مطّلع لـ"الأخبار" عن دبلوماسي سعودي بارز في واشنطن قوله: "لقد عبّرنا عن غضبنا للولايات المتحدة بطريقة ودية وغير رسمية... لكن لسوء الحظ، لا تزال هذه الإهانات تتكرّر". وأوضح الدبلوماسي أنه "عادةً ما يعبّر مسؤولو ​وزارة الخارجية الأميركية​ عن أسفهم ويعطون إجابة دبلوماسية قائلين إن الجمل التي يتفوّه بها ترامب (عن الملك) للاستهلاك الداخلي، ولا تأخذوها على محمل الجد"، لكن في المقابل، فإن "مسؤولي البنتاغون عادة ما يكونون أكثر صراحة وعدوانية في ردّهم على تصريحات ترامب"، في إشارة إلى تعاطف قادة البنتاغون مع الرياض على عكس وزارة الخارجية.

وفي اجتماع مغلق حضره عدد من الدبلوماسيين العرب المقيمين في ​الولايات المتحدة​ قبل مدّة، أفاد المسؤول السعودي بأن الرياض ردّت سابقاً على توضيحات البنتاغون بالقول إن "المملكة، وبناءً على تعليمات الملك، هي أكبر مشتر للأسلحة في العالم، وقد وقّعنا أكبر عقود الأسلحة، ووقّعنا على عقود غير مسبوقة لبيع الأسلحة مع ​الحكومة الأميركية​، ألا تغطي هذه العقود الضخمة تكلفة وجود ​القوات الأميركية​ في ​السعودية​؟". هذه المرافعة السعودية خلف الأبواب المغلقة للبنتاغون، ردّ عليها مسؤولو ​وزارة الدفاع الأميركية​ بتعاطف، بحسب المصدر الذي نقل أن قادة البنتاغون أوضحوا في معرض إجابتهم عن تساؤلات الدبلوماسين السعوديين أن "مسألة المطالبة بتكلفة الوجود العسكري في دولة حليفة واستيفاء هذه التكاليف من الدولة المضيفة ليست مشكلة السعودية وحدها، لأن ترامب أمر البنتاغون بإيجاد صيغة مناسبة للمطالبة بتكاليف وجود القوات الأميركية في أكثر من 10 دول غنية وفقيرة، قوية وضعيفة".

ونقل الدبلوماسي السعودي عن مسؤولين في البنتاغون، أثناء مراجعتهم بشأن التصريحات المهينة والمحرجة، أنهم يبدون استياءهم من الرئيس ويشتكون من أن "ترامب ليس لديه (نظرة) استراتيجية للمصالح الأميركية، وينظر إلى القضايا فقط من منظور الكاش، والأموال في الصندوق للحظة الحالية، وهو بالإضافة إلى ​المملكة العربية السعودية​ طالب باستيفاء تكلفة حضور القوات الأميركية في دول مثل ​العراق​ و​الإمارات​ وقطر و​الأردن​ ومصر و​كوريا الجنوبية​ واليابان وألمانيا، وإضافة هذه التكاليف إلى قائمة الديون للولايات المتحدة. حتى إنه دعا إلى تحديد عدد القوات الأميركية المنتشرة في كل دولة ومدفوعاتها الشهرية، وأمر البنتاغون بدفع ما يعادل رواتبهم الشهرية من قبل الدولة المضيفة، وهذا المرسوم أثار رد فعل حاداً من جانب القوات الأميركية، حيث قالوا إن الحصول على راتب من البلد المضيف يعني تحويل القوات الأميركية إلى مرتزقة رسميين في ذلك البلد".