أكّد مصدر قضائي ل​صحيفة الشرق الاوسط​، ان ثمّة رأياً قانونياً يخالف ما ذهب إليه وكيل ​سوزان الحاج​، أن "المادة 13 من قانون أصول المحاكمات الجزائية تجيز للمدعي العام أن يقول ما يريد في مرافعته أمام قوس المحكمة، لكن ذلك لا يعني أن مرافعته مقدّسة، ولا يمكن نقضها"، مشيراً إلى أن "جرمانوس شذّ عن القاعدة خلال مرافعته، وأهمل مضمون القرار الاتهامي، وما يتضمّن من أدلة". وتوقّف المصدر القضائي عند حديث وكيل سوزان الحاج نقيب المحامين السابق ​رشيد درباس​، عن وحدة النيابة العامة، فأوضح أن "النائب العام التمييزي وحده من يحدد وحدة النيابة العامة، وليس أي مرجع آخر".

ورداً على توجّه ​النيابة العامة التمييزية​ للطعن بالحكم، أوضح وكيل سوزان الحاج رشيد درباس، في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "الحملة السياسية التي تشنّ على الحكم غير مبررة على الإطلاق، وهي خرجت عن العقلانية". مشيرا الى ان "كلما حاولنا شرح الطابع القانوني للحكم يردّون بحفلة جنون لا نفهم خلفياتها ومبرراتها". وشدّد على ان الحكم غير قابل للتمييز، لأن ​النيابة العامة العسكرية​ ممثلة بالقاضي ​بيتر جرمانوس​ طلبت البراءة، والمحكمة أخذت بهذا الطلب، وبالتالي فإن النيابة العامة قطعت الطريق على إمكانية تمييز الحكم"، مذكراً "بما يسمّى وحدة النيابة العامة، إذ لا يمكن لنيابة عامة أن تعيد النظر بما طلبته نيابة أخرى". ورأى درباس أن "الاعتراض على مطالبة القاضي بيتر جرمانوس بإعلان براءة سوزان الحاج، ليس سابقة في تاريخ ​القضاء​، فقد حصل مثله في المحاكم اللبنانية والمصرية وفي دول أخرى آلاف المرات". وسأل الممتعضين من مرافعة جرمانوس "لماذا تهاجمونه لأنه طلب البراءة لموكلتي، وهللتم له عندما طلب سابقاً منع المحاكمة عن ​زياد عيتاني​؟".

وكانت ​المحكمة العسكرية​ أصدرت حكمها في هذه القضية، يوم الخميس الماضي، فأعلنت براءة سوزان الحاج من جرم «التدخل في فبركة ملف التعامل مع إسرائيل للممثل زياد عيتاني، لعدم توفر عناصر الجرم بحقها، بينما حكمت بسجنها مدة شهرين، وغرامة مالية 200 ألف ليرة لبنانية، بجرم كتم معلومات تتعلّق بهذا الملف. وقضى الحكم بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة ثلاث سنوات بحق المقرصن إيلي غبش، وتخفيضها إلى السجن سنة واحدة، علماً بأن سوزان الحاج جرى توقيفها العام الماضي مدّة 78 يوماً، أي أنها قضت بالتوقيف الاحتياطي مدّة تفوق العقوبة التي حكمت بها، قبل أن يخلى سبيلها من قبل قاضي التحقيق العسكري بكفالة مالية، فيما لا يزال غبش موقوفاً.