اعتبر محافظ ​بيروت​ ​القاضي زياد شبيب​، "أن عمل الجمعية الثقافية الرومية سيتحول إلى شرارة تطلق نهضة ثقافية جديدة، علها تلتقي مع شتى أنواع المبادرات والمحاولات التي أراها هنا وهناك في بيروت و​لبنان​ لتشكل مجتمعة نهضة جديدة في القرن ال21، تعيد لنا ما نحلم به وما حلم به أسلافنا الذين أسسوا لمرحلة النهضة السابقة. هذه بداية وانطلاقة تضيفها هذه الجمعية إلى البعد الآخر الذي كانت تعمل عليه من محاضرات وتكريم للمبدعين الراقدين والأحياء".

شبيب وفي كلمة له خلال رعايته عقد الجمعية الثقافية الرومية لقاءها العلمي الأول بعنوان "النهضة التربوية عند الروم في لبنان في القرن التاسع عشر"، في قاعة "بيت بيروت"، ومشاركة السفير الروسي في لبنان ​ألكسندر زاسبكين​، اعتبر "أن أهمية هذا اللقاء العلمي اليوم، تكمن في الجدوى منه وفي التأسيس على دروس القرن التاسع عشر لأخذ العبر منه حاليا"، وقال: "إن النهضة في تاريخ الشعوب، في ​روسيا​ مثلا خلال القرن الثامن عشر، وفي ​أوروبا​ الغربية قبل ذلك، وفي بلادنا خلال القرن التاسع عشر هي نتيجة حالة وعي فردي وجماعي".

ورأى أن "​المدارس​ التي تأسست في تلك الحقبة الرومية وغيرها، المحلية أو الوطنية، والتي كانت بمبادرة من الجمعية الأمبراطورية وغيرها من المدارس والإرساليات الغربية على مختلف طوائفها والمؤسسات والجمعيات المحلية ك​جمعية المقاصد​ الخيرية الإسلامية وغيرها، شكلت كلها في ذلك الوقت بنية سمحت بتعليم الأجيال، وأنشأت حالة وعي على شتى أنواع المعارف، وأطلقت الأفكار والإبداع في مختلف المجالات، بما فيها العمارة والفنون والسياسة".

ولفت الى "أن الفارق بين نهضتنا في ذلك الوقت والنهضات التي حصلت في البلاد الأخرى بأوروبا وروسيا و​الصين​ وغيرها، أن كل هذه الأفكار والمحاولات والإبداعات لم تصل في بلادنا إلى مرحلة التحول إلى تطبيقات عملية ولم تدخل في نظم الحكم ولم تحول حياتنا العامة باتجاه المبادىء التي كانت تطمح إليها، لا بل تكسرت كأمواج على صخور الأحداث الكبرى والتحولات التي عاشتها منطقتنا في القرن الماضي".

من جهته، شدد السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، على أن "عهد النهضة التربوية في روسيا كان في القرن الثامن عشر، تلاه العهد الذهبي للثقافة الروسية في القرن التاسع عشر. وفي الوقت نفسه، نما الاهتمام الروسي بالأراضي المقدسة الذي تجسد في إدراك لضرورة تأمين الوجود الإنساني المثمر الروسي فيها، فتبلورت جاهزية روسيا وقدرتها على القيام بعمل خيري متواصل في هذه المنطقة. وتزامن ذلك مع النهضة التربوية في لبنان، وساهم في تحقيقها لمصلحة تقدم المجتمع وفتح آفاق جديدة أمامه".

ولفت الى ان "نرى بكل وضوح أن إرادة قوية للعائلة القيصرية ومبادرات الشخصيات البارزة الروسية والعلماء ورجال الدين الروس والتبرعات الشعبية في كنائس بكل أنحاء روسيا، التي أصبحت نقطة انطلاقة للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، تشجعنا حتى الآن على مواصلة مسيرة النشاطات المتنوعة العلمية والتربوية والثقافية".

ورأى زاسبكين ان "وإذ نعتمد على تقاليد الإمبراطورية الروسية و​الاتحاد السوفياتي​ في مجال التعليم فنطور في الوقت الراهن علاقات تربوية من خلال تقديم منح وإقامة صلات مباشرة بين ​الجامعات​ الروسية واللبنانية وتطبيق البرامج التعليمية والعلمية المشتركة، ويجب أن نتقدم إلى الأمام وفقا لمتطلبات العهد المعاصر".