اكد مفتي صيدا واقضيتها ​الشيخ سليم سوسان​، ان "​لبنان​ يمر اليوم بأزمة حقيقية، سياسية واقتصادية، على المستوى السياسي يزداد الانقسام بين القوى والاحزاب وينعكس سلبا على علاقات وارتباطات وانسجام مكونات ​الشعب اللبناني​ المختلفة والمتنوعة، وعلى المستوى الاقتصادي، يعيش المواطن اللبناني أزمة خانقة نرى أثارها في اسواقنا وعلى وجه وملامح رب كل عائلة، هذه الازمة التي تحرم اطفالنا وبيوتنا بهجة العيد وحلو ​الحياة​ وتترك بصمتها على المستوى المعيشي والتربوي والاجتماعي".

وفي رسالة ​عيد الفطر​، لفت المفتب سوسان إلى أنه مع الأسف والى الان، لم نر معالجة حقيقية ولم نشهد جدية في مقاربة هذه الازمة، للخروج منها والابتعاد ومعالجة تداعياتها، ​الفساد​ والهدر والفوضى السياسية والادارية هي هاجس لبنان واللبنانيين، وحتى ​المجتمع الدولي​ والعربي اصبح يطالبنا بمعالجة واقعنا المهترىء، والا لن يقف احد الى جانبنا بعد اليوم، ومع ذلك فإن كل ما نعيشه من اسلوب المعالجة هو محاولة القاء اللوم على هذا الفريق او ذلك، وصولا الى ان ينبري البعض الى تحميل ​النازحين السوريين​ مسوؤلية ازمات لبنان".

وأشار إلى ان "محاولة البعض العمل على تهميش ​الدستور​ ومحاولة الالتفاف على القوانين، والابتعاد عن منطق ​الدولة​،انما يهدف الى ترسيخ اعراف وسلوكيات تعيد لبنان الى مرحلة ما قبل الحرب الاهلية والتي سعى ​اللبنانيون​ الى ارساء ​اتفاق الطائف​ والى الخروج من دوامة الحرب الاهلية، والعمل على اطلاق عجلة ​البناء​ والاعمار وترسيخ السلم الاهلي والعيش المشترك واعادة اللحمة الى النسيج الوطني، فهل يدرك هؤلاء خطورة ما يقومون به أم أن الاطماع السياسية وشهوة السلطة سوف يكون لها الغلبة؟".

واضاف: "ان ارساء دولة الحق والقانون لا يكون الا بالالتزام بالدستور والاحتكام الى القانون في ممارساتنا السياسية وادارتنا لشؤوننا الحكومية والادارية، وتحييد ​القضاء​ عن التجاذبات السياسية والمناكفات العبثية ووقف سياسات الهدر والانفاق غير المدروس واحترام الدولة وتأكيد هيبتها وحضورها الى جانب الاستثمار في بناء ​الانسان​ اللبناني، حتى يبقى في ارضه ومجتمعه وبين اهله والاستثمار في ثروات لبنان لسداد ​الدين العام​ وحفظ مستقبل الاجيال المقبلة".

وحذر المفتي سوسان من "​التهديدات الاسرائيلية​ التي تطال لبنان والامة العربية والاسلامية، مؤكدا على هوية ​القدس​ العربية – الاسلامية"، قائلا: "لن ترهبنا قرارات ​الولايات المتحدة الاميركية​ الاستفزازية وغير القانونية عن السعي لتحرير ​فلسطين​ ومقدساتها، فهذا تاريخنا وهذه قضيتنا، وسنبقى على العهد والوعد ما استطعنا".