اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ​جوزيف أبو فاضل​ أن "الذي حصل ليل أمس في ​طرابلس​ هو نتيجة التراكم لما يسمى المتأسلمين السياسيين الذين يتمتعون في ​لبنان​ بحماية خاصة، ودعم مميز من المسؤولين الذين أدخلوهم الى السجن وأخرجوهم بلمحة بصر".

وفي أحاديث تلفزيونية عربية ولبنانية، أوضح أبو فاضل أن "الذي جرى في طرابلس هو مهزلة، والإرهابي عبد االله عبد الرحمن مبسوط ليس الا واحدا من آلاف الذين سيتحركون بالمستقبل القريب، نظرا لغض نظر الجهات السياسية الإسلامية والأمنية في هذا الملف وللأسف"، مشيراً الى "اننا سوف نستقبل في الأيام والأشهر المقبلة العديد من عبد الله المبسوط".

ولفت الى أنه "بالنسبة للشهداء من الجيش و​قوى الامن الداخلي​ فهناك مسؤولية كبيرة تقع على ​مديرية المخابرات​ و​الجيش اللبناني​ البطل، حول تنفيذهم المهمة دون دراسة كاملة وشاملة، وعدم درس المنطقة من غرفة العمليات العسكرية المشهود لها درايتها وحنكتها وعلمها في المناطق اللبنانية كافة. حيث كان يقبع هذا التكفيري المبسوط في احدى الشقق السكنية ولم يكن يملك حزاما ناسفا، بل بندقية ليصطاد بها ​القوى الأمنية​"، متمنيا على القيادات الاسلامية في البلاد بعد اليوم "ألا ترفع إلا لواء الجيش والقوى الأمنية"، معتبراً أن "الخطوط الحمراء قد سقطت الى ما لا نهاية عشية ​عيد الفطر​ المبارك، أما للذين يريدون من رؤساء ووزراء ونواب وشخصيات ان يتأسلموا مع "داعش" و"جبهة النصرة" وأعوانهما عليهم أن يبقوا في الجامع، وبالنسبة للذين يريدون ان يتشبثوا بالمسيح ورسله ان يبقوا في الكنيسة".

وأشار بو فاضل الى أنه "فيما عدا ذلك السلام على لبنان والرحمة لشهداء الجيش والقوى الأمنية وسلام المسيح على اللبنانيين والشعب اللبناني المقاوم الذي قاوم الاسرائيلي والتكفيري"، مشدداً على "اننا مع الجيش والقوى الأمنية أكان غالبا أو مغلوبا، فكيف اذا كان مغلوبا على أمره في معنوياته ومادياته؟".

وأكد "أننا كنا دائما ولا زلنا نثني على الجيش والامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، لما تمثله من مؤسسات أمنية رسمية، كان بعضهم يتقاتل فيما بينهم لكن الحقيقة ظهرت اليوم في العدوان الداعشي على طرابلس عليهم جميعا، فلذلك لم يبقى أمامهم سوى التوحد تحت لواء الدولة اللبنانية وحدها ولا شريك لها لا في الشرق ولا في الغرب لعلهم يتعظون من خبرتنا".

وأشار الى "أننا نأسف ان يأتي وسخ وقذر كمبسوط وأن يسقط أربعة شهداء للجيش والقوى الأمنية في لحظات معدودة. حيث يتم عائلاتهم وخرب بيوتهم ووضع المؤسسات الامنية بموضع محزون، وليس بالمنتصر على هكذا قذر هو ومن أخرجه ومن يقف خلفه في لبنان وغيره".

واعتبر أبو فاضل أن "القذارة بحد ذاتها تتمثل بالذي أخرجه من سجنه، وننتظر السبب الرئيسي لتخلية سبيله وإطلاقه بين بني البشر"، متسائلاً "هل خرج بإخلاء سبيل بناء على تسوية بين رئيس قيادات المحاور والدولة اللبنانية العلية التي تفتقر الى الحد الأدنى من مقومات الدولة؟"، لافتاً الى ان "خروجه السجن قبل المحاكمة العادلة ان دل على شيء يدل على مذهبية وطائفية معيبة".