اشارت صحيفة "الخليج" الامارتية في افتتاحيتها الى ان "​الإرهاب​ يستدعي الاستعداد الدائم لمواجهته، فهو وإن اختفى لفترة، أو اختار الكمون والغياب عن الساحة، فهذا لا يعني أنه تلاشى وانتهى"، لافتة الى أنه "ينام وعينه مفتوحة، يتربص، يستعد ويخطط ليضرب على حين غرة".

وأضافت: "واهمون من يعتقدون أنه تمت هزيمة الإرهاب نهائياً في ​سوريا​ و​العراق​ وغيرهما، صحيح أنه تلقى ضربة ساحقة أفقدته "دولته" و"خلافته" المزعومة، لكنه ما زال حياً يتحرك ويضرب ويؤذي من خلال خلاياه النائمة و"ذئابه المنفردة" التي تهاجم وتختبئ، وما زال يحظى برعاية ودعم جهات معلومة وأخرى مستورة لأن مهمة "داعش" و"​جبهة النصرة​" وغيرهما لم تنته بعد، طالما أن أهداف المستخدمين والمستفيدين لم تتحقق، وخطط التدمير والتقسيم والتفتيت في إطار "الفوضى الخلاقة" لم تستكمل".

ورأت أن "الاعتقاد كان في ​لبنان​ مثلا، أن معركة الجرود في العام 2017 قد وضعت حداً للإرهاب الذي كان يتهدد لبنان من خلال وجود "داعش" و"النصرة" على تخومه الشرقية، وأنه تمكن من قطع دابر السيارات المفخخة ولابسي الأحزمة الناسفة من التسلل إلى الداخل للقيام بأعمال إرهابية في أكثر من منطقة وأدت إلى استشهاد وإصابة مئات الأبرياء"، مضيفة: "لكن ما غاب عن الذهن أن معركة واحدة ضد الإرهاب لا تكفي، وأن المواجهة تحتاج إلى نفس طويل ومراقبة وترصد واستعداد، فالإرهاب مثل الحرباء يتلون ويغير شكله واسمه وفق الظروف، كي يهاجم في الوقت والمكان اللذين يختارهما، ويترك الصدى والتأثيراللذين يخدمان أهدافه".

وشددت على أنه "في ليلة عيد الفطر، حيث كانت ​مدينة طرابلس​ عاصمة ​شمال لبنان​ تستعد للفرح، أبى الإرهاب إلا أن ينغص عليها وعلى أهلها بفعل إجرامي استهدف ​قوى الأمن الداخلي​ و​الجيش​ في أكثر من موقع من خلال إرهابي كان مدججاً بالأسلحة يدعى عبد الرحمن مبسوط، ما أدى إلى استشهاد أربعة عناصر وجرح آخرين في حين عمد إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بعد إحكام الحصار عليه"، لافتة الى أن "هذا الإرهابي سبق له أن قاتل في صفوف "داعش" في سوريا، كما تقول المعلومات، كما أنه شارك في معارك طرابلس العام 2013 -2014، كما اعتقل لمدة ثلاث سنوات لقيامه بأعمال إرهابية وأطلق سراحه العام 2017، وظل طليقاً بلا مراقبة، رغم صلته الوثيقة بتنظيم "داعش" الذي أعلن مسؤوليته عن هذا العمل الإرهابي من خلال "ذئب منفرد" أعطي الأوامر لتنفيذ مهمته القذرة في وقت يكون الجميع في حال استرخاء وبهجة استعداداً لقدوم عيد الفطر"، مشددة على أنه "الإرهاب الذي لا دين له ولا يقيم وزناً للمحرمات أو لما ترمز إليه الأعياد، وخصوصاً في شهر رمضان، شهر الغفران والتقوى والتسامح، فينغص على الناس فرحة العيد وبهجته، ويضرب مقتلا في عمق ​الدين الإسلامي​ الذي يدعّون الانتماء إليه".