رأت صحيفة "​فايننشال تايمز​" البريطانية ان "أحلام الحرية تحطمت في شوارع ​الخرطوم​". وأضافت ان "هذا هو الأسبوع الذي جاءت فيه ​دارفور​ إلى الخرطوم. وانتهى بذلك حلم الثورة السلمية في ​السودان​. ففي الساعات الأولى من يوم الاثنين داهمت قوات شبه عسكرية معروفة بارتكاب فظائع في دارفور، غربي السودان، اعتصاما، فقتلت عشرات المحتجين".

ولفتت إلى ان "قوات الدعم السريع، التي تضم عناصر من مليشيا الجنجويد، استعملت الأسلوب الذي جلب لها اتهامات بالإبادة من ​محكمة العدل الدولية​. فقد أظهرت صور أخذت بالهاتف النقال جنودا يطلقون النار عشوائيا ويضربون المحتجين الناجين". وأضافت ان "الخرطوم الآن تحاصرها العربات والشاحنات العسكرية والناس لا يستطيعون الخروج من بيوتهم خوفا على أنفسهم. وقد قطعت السلطات الانترنت، الذي هو عصب الحياة بالنسبة للاحتجاجات الشعبية".

ورأت أن ما يجري في السودان ينبغي أن يكون محط اهتمام العالم، الذي يبدو أنه لا يعير أدنى اهتمام. وذكرت أن شوارع الخرطوم كانت منذ أسابيع فقط كأنها في حلم. وكان الشباب السوداني يعيش هذا الحلم بعد 30 عاما من القمع تحت حكم ​عمر البشير​. فقد خرجوا بالآلاف تقودهم نقابات الأطباء والممرضين والمحامين، فأقنعوا الجيش أن حكم البشير لا يمكن أن يستمر. وبعد شهور من الاحتجاجات والاعتصام أمام مقر ​قيادة الجيش​ في العاصمة، انقلب الضباط على البشير، فعزوله واقتادوه إلى السجن. وجاء السودانيون من كل البلاد "للاحتفال بسقوط الدكتاتور، والمطالبة بنقل سلسل للسلطة إلى ​حكومة​ مدنية".