لفت بطريرك ​صربيا​ للروم الارثوذوكس ايريناوس بعد لقاءه ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ الى اننا "اتينا بزيارة سلام، هذا السلام الذي نتطلع اليه معا كما يتوق اليه ​العالم​ بأسره، ليس هناك اروع من ان يعيش ابناء الشعب الواحد معا كأخوة، وهذا منتهى الفرح لأن الرب طلب منا العيش بسلام الاخوة مع كافة ​الطوائف​."

واضاف: "مؤسف ان نرى ​الانسان​ يبذل قصارى جهده لتحقيق كل ما يبعده عن السلام الحقيقي، وهذا ما يضاعف المشاكل، ويزيد من الآلام"، لافتا الى ان "وطننا اجتاز مراحل صعبة وحروبا شبيهة بتلك التي عرفها ​لبنان​. لكن الرجاء يبقى في ان نتخطّى جراح الماضي وننساها، متطلعين الى بناء السلام في وطننا وفي كافة دول العالم."

وأضاف: "هي زيارتي الثانية الى وطنكم الجميل، وقد زرته للمرة الاولى عندما كنت لا ازال طالبا، وهناك فرق شاسع بين ما شاهدته في ذلك الوقت واليوم، لا سيما في العاصمة ​بيروت​ الواقعة على شاطىء البحر"، مشيرا الى أن "الرب منحكم وطنا للفرح، وتحقيق الفرح يتوقف على الانسان. اني احمل معي رسالة محبة وسلام من الشعب الصربي، ونحن نتوق الى توطيد العلاقات بين شعبينا، آملين ان تقوموا بزيارة وطننا، فشعبنا يكنّ اطيب مشاعر الصداقة والمودة للشعبين اللبناني والسوري منذ سنين عديدة."

وشدد على "اهمية العمل من اجل نشر السلام ووضع حد للحروب"، مختتما بالقول: "اذا ما استمرينا في الحروب سنصل الى افناء البشرية، فبدل صناعة ​السلاح​ وانفاق الاموال الطائلة عليه، فلنعمل جميعا على تلبية حاجات الانسان"، مشيرا الى أننا "كرجال دين دورنا كبير في تحقيق هذا الامر، من هنا وجوب ان نلتقي معا على الدوام فنكون حاملي سلام للشعوب. رسالتنا هي ​المحبة​ للجميع، ونحن بين عامي 1945 و2003 خسرنا من شعبنا اكثر من مليوني شخص، نتيجة الحروب التي دمرت لنا كل شيء من منازل ومعاهد ودور عبادة و​مستشفيات​"، كاشفا عن الضغوط الكبرى التي يتعرّض لها حاليا الصربيون للتضحية بأهم المقدسات لديهم، ومعربا عن اعجابه بمشروع الرئيس عون لانشاء الاكاديمية وتأييده له".