لم تمر المواقف التي أطلقها وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، خلال حفل تكريم الأمين العام لحزب "الكتائب" السابق ابراهيم ريشا من قبل النادي الثقافي في البترون مرور الكرام، بعد أن تحول اللقاء، الذي حضره قرابة 600 شخص في قاعة الاحتفالات في مجمع "سان ستيفانو"، إلى ما يشبه اللقاء السياسي الجامع، الذي ضمّ مسؤولين سابقين منقطعين عن "الكتائب" وقيادته منذ زمن، وآخرين لا يزالون داخله ولكنهم يتمايزون عن قيادة رئيس الحزب النائب ​سامي الجميل​، وهم يشكلون نواة المعارضة الداخلية، بحسب ما تنقل مصادر مطلعة عبر "النشرة".

في هذا السياق، تشير المصادر نفسها إلى أن الأهم من الحفل الخطابي خلال الإحتفال، كان العشاء الذي نظم على شرف القيادات والشخصيات المدعوة، والذي ضم ما يقارب 250 شخصاً، حيث كانت المفاجأة في حضور باسيل، الذي جال على طاولات المشاركين في العشاء والتقط معهم الصور في جو ساده المرح، ودارت لقاءات جانبية على "الواقف" اختلط فيها الكلام الجاد مع كلام المجاملة.

وبناء على طلب ريشا، ألقى باسيل كلمة، تقول المصادر أنه كان لها الوقع الحسن لدى الحضور، حيث تحدث عن أنه مدّ يد التعاون مع "الكتائب" في مناسبات عدة من دون أن يلقى تجاوباً، مشيراً إلى أن الوزير السابق سجعان قزي يشهد على ذلك، في المقابل كانت كلمة للنائب ​نديم الجميل​ أعرب فيها عن الإستعداد لمد يد التعاون والتواصل مع الجميع لمصلحة لبنان.

بالتزامن، تشير المصادر نفسها إلى مشاركة شخصيات محسوبة على قيادة الحزب الحالية في حفل العشاء، لكن بعضها فضّل المغادرة أو الإبتعاد عندما شعر بأن الأمور لا تسير في الإتجاه الذي يعزّز دور الحزب.

في الجهة المقابلة، توضح مصادر كتائبية، عبر "النشرة"، أنّ المناسبة لم تكن إحتفالاً حزبياً على الإطلاق، لا سيما أن "الكتائب" لم يكن الجهة المعنوية المنظمة بل النادي الثقافي البتروني، الذي دعا إلى إحتفال تكريمي لأمين عام الحزب السابق.

وتشير هذه المصادر إلى أن باسيل كان من جملة المدعوين، لكنها تلفت إلى أن برنامج الإحتفال لم يكن يلحظ أي كلمة لرئيس "​التيار الوطني الحر​"، الذي تحدث خلال العشاء الذي تلى الإحتفال، في الوقت الذي كان فيه العديد من الكتائبين قد غادروا المناسبة، بينما كان البعض لا يزال حاضراً.

وفي حين تؤكد المصادر نفسها أن ما حصل لم يكن لائقاً على الإطلاق، إختار الحزب أن يردّ على مواقف باسيل في بيان، أكد فيه أن محاولة التقارب بين "التيار الوطني الحر" و"الكتائب" مرحّب بها في كل وقت شرط أن تأتي تحت سقف الثوابت، لكن في المقابل هناك همس بتحميل النائب نديم الجميل مسؤوليّة ما حصل، في سياق الصراع المعروف مع النائب سامي الجميل، مع العلم أن الموقع الرسمي للحزب لم ينشر البيان الصادر عن نديم الجميل، الذي تضمّن المواقف التي أطلقها خلال العشاء.

وتكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن بعض المقربين من نديم الجميل نسقوا الإحتفال مع النادي الثقافي، واصفة الأمر بأنه كمّن أعطى الفرصة لباسيل للتصويب على قيادة الحزب من خلال هذه المناسبة، في تكرار لحادثة تسريب فيديو من داخل مؤتمر الحزب في وقت سابق.

وتشير المصادر إلى أن نديم الجميل كان حاضراً خلال الإحتفال والعشاء ولم يستنكر ما حصل، الأمر الذي تُطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام، حول ما إذا كان راضياً، أم أنه غض النظر عما قام به البعض من فريق عمله.

في المحصّلة، هي حلقة جديدة من حلقات الصراع الداخلي في "الكتائب"، استغلها باسيل ليطلق جملة من المواقف المنتقدة لقيادة الحزب الحالية، لكن هل يكون لها تداعيات أكبر في الأيام المقبلة؟!.