ركّز مسؤول مسيحي كبير سابق، في حديث إلى صحيفة "الحياة"، على أنّ "ما يشهده البلد من جنوح القوة المسيحيّة النافذة حاليًّا والمتمثّلة بـ"​التيار الوطني الحر​" ورئيسه وزير الخارجية ​جبران باسيل​، للسيطرة على مفاصل رئيسة في البلد وعلى المؤسسات الرسمية، تحت عنوان: "استعادة ​حقوق المسيحيين​"، سيتسبّب بعداوات وخصومات لهذا الفريق، من المؤكّد أنّها ستنعكس وبالًا عليه وعلى المسيحيين ودورهم في التوازنات ال​لبنان​ية بعد بضع سنوات".

وانطلق من أنّ "الفرضية القائلة إنّ فريق رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ومعه باسيل يستقوي بحلفائه الإقليميين ولاسيما ​إيران​ و"​حزب الله​"، ليس فقط من أجل تضخيم طموحاته في السلطة ومراكزها الأساسيّة، بل أيضًا من أجل الإمساك بمقدرات اقتصادية بالاستفادة من وجود الرئيس عون في موقع الرئاسة، ومن موازين قوى إقليميّة يعتبرها لمصلحته، ترتبط في واقع الأمر بموازين متحركة ومتغيرة وملتبسة".

ولفت إلى أنّ "قيادة الفريق الّذي يتصدّر تمثيل المسيحيين في هذه المرحلة، تتصرّف في العمق، على أنّ موقع لبنان الإقليمي سيكون حيث ما سينتهي إليه الصراع في ​سوريا​، وأنّ بلاد الشام باتت تحت الهيمنة الروسية والإيرانية، وبالتالي لا بدّ له من أن يراعي نفوذ هاتين الدولتين من أجل أن يقضم عن طريق التقارب معهما ومع النظام في دمشق، ما يطمح إليه من خيرات السلطة، سواء كانت مواقع وتعيينات، أم شراكة في النفوذ الاقتصادي والمشاريع الكبرى، امتدادًا نحو ​القطاع الخاص​".