لفتت مصادر "حزب القوات ال​لبنان​ية" في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، إلى "أنّها تنكّب في هذه المرحلة على مواكبة عمل لجنة المال و​الموازنة​، وهي تعقد اجتماعات في ​معراب​ لتكتل "​الجمهورية القوية​" بمعدّل اجتماعين في الأسبوع، لدرس كلّ البنود ومواكبة عمل اللجنة"، مبيّنةً أنّ "القوات اللبنانية" تعوّل كثيرًا على موضوع الموازنة وضرورة خفض ​العجز​ فيها، انطلاقًا من حرصها على ​المالية العامة​، وانّ تشكّل الموازنة أيضًا فرصة لتصحيح الموازنة وتصحيح ​الوضع المالي​ من جهة، والدخول في إصلاحات جدّية من جهة ثانية، و​مكافحة الفساد​ من جهة ثالثة، وإقفال المعابر غير الشرعية من جهة رابعة".

وركّزت على أنّ "في موازاة هذا الإهتمام المتعلّق بالموازنة، تأسف "القوات" لأنّ السجال السياسي يأخذ أبعادًا، إمّا طائفيّة من خلال إثارة النعرات الطائفيّة والمذهبيّة، وهو أمر مؤسف جدًّا، وإمّا أحيانًا يأخذ طابع فتح الملفات وجروح ​الحرب اللبنانية​، وهذا أمر أيضًا مؤسف جدًّا".

وأوضحت المصادر أنّ "المطلوب حصر التباين ضمن الملفات المُختلف حولها وعدم توتير الوضع السياسي في لبنان، الّذي توتّر في الأسابيع الأخيرة نتيجة إصرار البعض على فتح نقاشات سياسيّة لأهداف ذاتيّة مصلحيّة تستثير الغرائز لدى الناس، من خلال الكلام عن مسائل طائفيّة، أو الكلام عن حقبة يُفترض أن تكون طُويَت إلى غير رجعة". وأكّدت أنّ "طبعًا هذا الوضع أثّر على الثقة العامة لدى الرأي العام في لبنان، فيما أساسًا ثقة الناس مهزوزة بالوضع السياسي القائم نتيجة الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة الدقيقة والصعبة، ونتيجة هذه الأجواء المشحونة. النقمة الشعبيّة تضاعفت بمقدار كبير".

وشدّدت على أنّ "المطلوب الكف نهائيًّا عن التداول في مواقف من هذا النوع وفي خطابات من هذا النوع، والذهاب جدّيًا إلى مناقشة جادّة ومسؤولة للوضع الاقتصادي، لإخراج لبنان من الوضع الّذي وصلنا اليه، حيث أنّ غياب المسؤولية الوطنية في مقاربة الأمور أوصلت الوضع إلى ما وصلنا اليه، الأمر الذي يجب وضع حدّ نهائي له حرصًا على الاستقرار وعلى الاقتصاد".

كما ذكرت أنّ "القوات" مع تمسّكها التام بالتسوية القائمة وحرصها على الاستقرار والانتظام، تَعتبر أنّ الممارسة السياسيّة الموجودة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب. فهناك ممارسة وأداء مرفوضان في أكثر من ملف وجانب، وهذا الأمر في حال استمر فإنّ "القوات" لم ولن تسكت، عنه فهي متمّسكة بالتسوية، ولكن لديها اعتراض شديد اللهجة على الممارسة القائمة الّتي لا ترتقي إلى مستوى تطلّعات الناس".