أكّد "​مجلس الإنماء والإعمار​" أنّ "تفجّر ​المياه​ في إحدى الآبار الأرتوازية الّتي أُنجز حفرها قبل أيام في مرج بسري، لا يُغيّر شيئًا في كون مشروع سدّ بسري الحلّ الأمثل والأجدى فنيًّا واقتصاديًّا لتأمين المياه لمنطقة ​بيروت​ الكبرى، إذ انّ تأمين كميّة المياه نفسها الّتي يوفّرها مشروع سدّ بسري، أي 125 مليون متر مكعّب سنويًّا، يتطلّب حفر نحو 200 بئر، وهو أمر غير ذي جدوى، نظرًا إلى ارتفاع أكلاف الاستثمار والتشغيل".

وذكّر في بيان، بأنّ "حفر الآبار الارتوازية في منطقة بسري يهدف إلى استثمار المياه الجوفية الّتي أكّدت الدراسات الّتي أُعدّت سابقًا توافرها في هذه المنطقة، وبالتالي لا عجب من ظهور هذه المياه، بل هو بديهي وخير دليل على نجاح أعمال استثمار هذه الآبار". ورأى أنّ "لا مبرّر لتصوير ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الآبار الجاري تنفيذها حاليًّا في منطقة بسري وكأنّه إثبات لوجهة نظر معارضي مشروع السدّ، إذ انّ وجود المياه الجوفية على المستويات المرتفعة نسبيًّا معلوم من الأساس".

ولفت المجلس إلى أنّ "في ما يتعلّق بتعرقل عمليّات الحفر في إحدى الآبار لبضعة أيام، وهو أمر قيد المتابعة حاليًّا، فإنّنا نوضح أنّ هذا أمر وارد وقد نتج من ضغط المياه الجوفية العالي نسبيًّا، وخصوصًا خلال هذه الفترة، والمعلوم أنّ هذه السنة هي سنة غزارة في المتساقطات".

ووصف الحديث عن "تسجيل تخسفات وفراغات كبيرة بمئات الأمتار خلال الحفر"، بأنّه "ادّعاءات من محض خيال البعض، علمًا أنّ العمل جار على معاودة أعمال الحفر المتوقّفة عند منسوب معيّن في البئر المشار إليها، لسبب تقني لا جيولوجي، وانّ هذه الأعمال لم تتوقّف في الآبار الأُخرى المحيطة به".

وركّز على أنّ "عمليّات الحفر في هذه الآبار ستُتابع للوصول إلى الطبقات المذكورة في الدراسات الموضوعة لها، لأنّ غزارة المياه الحالية ومنسوبها لا بدّ من أن يتأثّرا خلال فترات الشحّ وفي السنوات الجافة. وبالتالي، فإنّ الوصول إلى طبقات أعمق هو أمر مدروس علمياً واحترازي لتأمين المياه بشكل دائم وبالكميات المطلوبة".

وبيّن أنّ "مشروع ​سد بسري​ يتضمّن حفر أربع آبار وانشاء وتجهيز محطة لضخّ المياه في محيط موقع سد بسري لتأمين زيادة إمدادات المياه لمنطقة ​إقليم الخروب​، في مرحلة أولى، على أن يُصار لاحقًا إلى تخصيص هذه الآبار ل​قضاء جزين​ لتكون مصادر احتياطية لزيادة التغذية بالمياه لهذا القضاء، وذلك بعد إنجاز مشروع سد بسري الّذي سيكون مصدرًا لزيادة التغذية بالمياه أيضًا لمنطقة إقليم الخروب وجزين وشرق صيدا".

وعن تجديد بعض معارضي المشروع دعوتهم إلى الاستعاضة عن سد بسري بآبار جوفية، أفاد المجلس بـ"أنّه استند إلى توقّعات الناشطين أنفسهم في شأن الكمّية الّتي توفرها كلّ بئر وهي بحدود 20 ليترًا/ثانية"، مؤكّدًا أنّ "تأمين كميّة المياه نفسها الّتي يوفّرها مشروع سدّ بسري، أي 125 مليون متر مكعّب سنوياً، يتطلّب بالتالي حفر نحو 200 بئر، ناهيك عن تعقيدات وأكلاف الاستثمار والتشغيل (كلفة ​الطاقة​ للضخ) وغيرها والّتي تجعل من هذا الاقتراح بعيدًا من أية جدوى فنيّة واقتصاديّة حقيقيّة. بالتالي فإنّ مسار عمليات حفر الآبار لا يُغيّر شيئًا في المُعطيات الّتي بُنيت على أساسها دراسات سد بسري، اذ انّه يبقى الحلّ الأمثل والأجدى فنيًّا واقتصاديًّا لتأمين المياه لمنطقة بيروت الكبرى".