توجه وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر ​الطاقة​ الاغترابية، الى المغتربين والمشاركين في المؤتمر قائلا: "انتم قادمون من أوطان انتشاركم الـ107 في رِحلة حج الى وطن اجدادكم للمشاركةِ برقم قياسيٍّ جديد في مؤتمر الطاقةِ الاغترابيّة السَّادس في بيروتَ، والـ 15 في ​العالم​. تأتون ولشوق يشدكم الى أرضكم في رحلة حج، والحج الى ​لبنان​ يجب أن يكون فريضة صلاة، فنحن في أيام الفطر وفي ​السنة​ التي وضع فيها الحبر الاعظم لبنان على خارطة الحج الديني"، مشيرا الى أن "لبنان استقبل ​المسيح​ وتلاميذه وامه على ارض ​الجنوب​، هو قدسها قبل أن يقدسها اللبناينون بدمائهم لتحريريها. تحجون الى وطن زرع الخير في العالم حرفا و​مركبا​ وبنيانا وانتم اكملتم رسالة لبنان عبر بناء أوطان انتشاركم فكنتم رسل حضارة".

ولفت الى أن "هناك من نسي أن سليمان حين بنيى هيكل الله استنجد بملك صور ليأتي أحفاد سليمان ويقصفوا صور، هناكَ من نسي ان سليمان حين بنى هيكل الله استنجد بملك صور، ليأتي اليوم احفاد سليمان ويقصفوا صور نفسها تدميراً وهناك من نسي ان قانا استضافت المعجزة الإلهيَّة الأولى بطلبٍ من مريم، فأمطر اطفالَها بقذائف الكراهيّة وحوّل عرسها الى مأتم. وكان رد لبنان انَه اضحى البلد الوحيد في العالم الذي يعيّد عيد بشارة مريم بمسيحيّيه ومسلميه"، مذكرا أن "لبنان الكبير الذي نحن على أبواب المئويّة الأولى لإعلانه، ابى الآباء المؤسسون وعلى رأسهم البطريرك الحويّك الاّ ان يكون متنوِّعاً فكان كبيراً".

وتوجه الى المنتشرين قائلا: " هناك من لا يزال يصرُّ على ان يكون لبنان صغيراً ومن دونكم ونحن وايَّاكم سنرسل اكبر رسالة الى الدّاخل والخارج، خلال مؤتمرنا المركزي السابع الذي نُقيمُه خصيصاً في 10 و11 و12 تموز من العام 2020 ليكون كبيراً وحاشداً بمنتشريه السّائحين. سنرسل رسالةً نقول فيها ان لبنان مختبر الانسانية، ننجح فيه معا في العيش معاً، مسيحيين ومسلمين، مقيمين ومنتشرين، متساوين ومتناصفين، أمام القانون و​الدستور​ والميثاق. القانون هو الحكم، الوطن هو الانتظام و​الدولة​ هي الحامي – علّها تكون مدنيّةً لنكون متمدّنين، لا عدديّين".

وأوضح باسيل أنه " منذ استلامي ​وزارة الخارجية​ وانا اشعر بكبر المسؤولية وكثر التقصير تجاهكم، فأنا مدرك بأنّ توازن لبنان الداخلي لا يكتمل الاّ بتوازنه مع انتشاره وهذا ما لم يتحقق بعد"، مشيرا الى "أننا لقد انجزنا الكثير ولكن المتبقي اكثر، ولا يمكن انهاؤه من دون جهودكم معنا، لقد كرّسنا مفهوماً لانتمائنا اللبناني هو فوق اي انتماء آخر، وقلنا انه جينيّ وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معاً، لتحملنا وتأقلمنا معاً، لمرونتنا وصلابتنا معاً، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معاً من جهة وعلى رفض ​النزوح​ واللجوء معاً من جهة أخرى، كلها تناقضت متكاملة لا تجدها في أي جنس بشري سوى اللبناني وهذا ما ابقانا على قيد ​الحياة​ بروح ​المقاومة​ حفظنا وطننا".

وذكر "أننا نجحنا في إقرار قانون استعادة الجنسية وفي إعطائها لمئات اللبنانيين الذين لم يتوقعوا ان يحصلوا عليها يوماً، الاّ انّنا نحتاج اليكم كجنود للجنسية Lebanity soldiers لنتمكّن من الوصول الى مئات الآلاف منهم، نحن نطوّر عملنا تباعاً ووسائل الحصول على الجنسيّة اصبحت اربعة، ونأمل ان تصبح خمسة باقرار قانون يحترم مقدّمة الدستور لناحية منع ​التوطين​ ويمنح الجنسية لأبناء ​المرأة اللبنانية​ المتزوّجة من اجنبي".

وأعلن باسيل عن "إطلاق "دليل الجنسية" الذي يشرح الطرق الاربعة للحصول على الجنسية، وقد انشأنا لذلك Call Center في الوزارة"، موضحا أن " الطرق الاربعة للحصول على الجنسية هي: استعادة الجنسية عبر خدمة On line وتسجيل ​الولادة​ او ​الزواج​ في البعثات اللبنانية وقانون اختيار الجنسية ومرسوم التجنّس الذي يمنحه رئيس الدولة بالاشتراك مع رئيس ​الحكومة​ ووزير الداخلية".

وشدد على أن " قانون اختيار الجنسية مخصّص للذين اختاروا الجنسية اللبنانية وتسجّلوا ما بين الاعوام 52 – 58 وبقيت ملفّاتهم مخزّنة وغير منفّذة"، مبينا أن مرسوم التجنّس هو الذي يمنحه رئيس الدولة بالاشتراك مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية وهي صلاحيّة تقديريّة تعود له"، مقترحا أن "تُعطى الأولوية بشكل دوري دائم، لأولاد المرأة اللبنانية المتزوّجة من اجنبي لحين اقرار القانون، وللمنتشرين الذي لا تنطبق عليهم الحالات السابقة".

وأشار باسيل الى أن " التجربة الانتخابية الاولى شكّلت نجاحاً كبيراً لم يكن متوقعاً، خاصةً لحسن سير العملية ونسبة التسجيل ونسبة المشاركة، الاّ انّ تسجيل تسعون الفاً وانتخاب خمسون الفاً يبقى اقلّ بكثير مما نتوقّعه للمرة المقبلة"، مذكرا "أنني كنتُ قد تقدّمت بعدَ ​الانتخابات​ بمشروع قانون يصحّح اخطاء القانون الأخير لناحية الآليّات المتبعة ويسهّلها".

وشدد على أنه "سيكون لكم في الانتخابات المقبلة، ولأوّل مرة ب​تاريخ لبنان​ ستة نواب يمثلون الانتشار اللبناني بكافة قاراته -كونوا كثراً بمئات الآلاف لكي نعمل على مضاعفة هذا العدد. و جهدنا لتحسين خدمتكم في بعثاتنا وقد حان الوقت لكي اعلن لكم عن انشاء "المنصة الالكترونية"e-mofa التي بدأت بالعمل التجريبي هذا الشهر في سفارة ​واشنطن​ وستنتقل تباعاً هذه السنة لتصل الى كل البعثات"، معلنا "أننا سنطلق هذا الشهر دفعة من 43 دبلوماسياً جديدا في كل السفارات، ولأوّل مرّة بتاريخ لبنان 20 ملحقاً اقتصادياً. وها نحن نعيّن 118 قنصلاً فخرياً جديداً نضيفهم الى الـ 31 الموجودين لتصبح شبكتنا منتشرة في 149 مدينة عالمية اضاقة الى الـ70 بعثة والتي سنزيدها اكثر هذه السنة".

وأكد باسيل أن "لبنان الذي ينتظر الدعم الخارجي ​الاقتصاد​ي يمكنه الاكتفاء بطاقات انتشاره لتفعيل الشراكة بين ​القطاع العام​ والخاص"، متسائلا: "من غيركم أولى بأن يكون شريك الدولة في معمل ​الكهرباء​ ومعمل ​النفايات​ وسكك الحديد والمرافئ البحريّة والمشاريع الاستثماريّة الضخمة؟".

ورأى أنه " من شأن مؤتمرنا في زمن اقرار ​الموازنة​ الصعبة، ان يسهم ايجاباً بنمو الاقتصاد وتفعيل التبادل التجاري بين لبنان ودول الانتشار بزيادة ​الصادرات​ اليها، وان يسهم بتشجيع الشركات الناشئة وبمشاريع اعادة اعمار ​سوريا​ والمشرق"، مضيفا: "هذه السنة نطلق الـ LDE Youth ايماناً منا بشباب لبنان ونخصّهم كما فعلنا في كندا بالـStart up Village ونطلق برامج مخصّصة لهم واوّل برنامج للسياحة السياسية PTP Program حيث سنستضيف هذا الصيف في بيت المغترب طلابا لبنانيين في الخارج ليجولوا على المقار الرسمية وعلى ال​سياسة​ اللبنانية".

وشدد باسيل على "أننا لن نقبل ان يكون للقاضي سمسار، وللشرطي ثمن، وان يبقى جارور الموظف مفتوحاً وان لا نستبدل سجل العار ببرنامج الكتروني؛ ولن نقبل ان تحمي الدولة المذهبية ​الفاسد​ والمرتشي والمرتكب باسم مذهبه، ولن نقبل ايّاكم ان يكون وطننا حلم الوطن البديل لغيرنا، بل نريده ان يبقى حلمنا نحن بالعودة اليه. فلا يحلّ الفلسطيني مكان ابن الجنوب ولا يحلّ السوري مكان ابن ​البقاع​ وعكّار، ولا يحلّ في لبنان الاّ ابن اللبناني المنتشر صاحب الحق الأوّل في وطنه الأوّل".

وأضاف: "اننا ابناء من طحنوا الصخور وحوّلوها تراباً للزراعة، وابناء من صقلوا الصخر بنياناً وفناً وحضارةً، وانت صخرة هذا الوطن بقيت صامداً لنبني معك هذا ​البناء​ الاغترابي فيتعزّز معه صمود لبنان"، متعهدا بأننا "لن نهدر ثرواتنا الطبيعية، ولن نفرّط بطاقاتنا اللبنانية المقيمة والمنتشرة. ومع مئوية لبنان الكبير، سنجدّد التزامنا بنهائية لبنان وبحقه الأزلي في الوجود والتنوّع والتميّز، وسيبقى لبنان رسالة الى ما لا نهاية".