لفت ​السيد علي فضل الله​، في خطبتي صلاة الجمعة، الى أن "​لبنان​ تفاجئ بالعملية ​الإرهاب​ية التي حصلت في ​طرابلس​ ليلة ​عيد الفطر​، ونغّصت عليهم عيدهم، وأودت بحياة عدد من العسكريين في ​قوى الأمن الداخلي​ و​الجيش اللبناني​، وجددت مخاوف اللبنانيين بعودة الإرهاب إلى الداخل اللبناني بعد ارتياح نسبي استمر ثلاث سنوات، دفع الكثير من السياسيين إلى اعتبار لبنان البلد الأكثر أماناً في المنطقة"، مشيرا الى "أننا نرى فيما حدث خرقاً خطيراً لهذه السّاحة، رغم سعي القوى السياسيّة إلى التّقليل منه، واعتباره عملاً فردياً، وقد بالغ البعض باعتبار من قام به مختلاً عقلياً".

وشدد فضل الله على أن "الأمر يستدعي دقّ ناقوس الخطر لاحتمال أن يكون ما حدث هو بداية لعودة الإرهاب إلى السّاحة اللبنانية لإرباكها، في ظلّ احتدام الصراع في المنطقة، ولأن ضبط الأعمال الإرهابية الفردية، لو اعتبرنا ما جرى عملاً فردياً، ليس بالأمر اليسير، بل قد يكون أكثر تعقيداً من ضبط الحالات المنظّمة، إلا أننا على ثقة بأنّ ​الأجهزة الأمنية​، من جيش وقوى أمن، تمتلك من الوعي والخبرة ما يجعلها قادرة على مواجهة هذه الحالات المرفوضة من جميع اللبنانيين"، داعيا الى "إعادة تعزيز الوحدة الداخلية، فلا يمكن أن يواجه الإرهاب إلا بهذه الوحدة وبتماسك الجميع".

وأعرب عن أسفه لأن "هذه العملية، رغم كلّ الجراحات التي حصلت فيها، والخطورة التي تؤشر عليها، لم تؤدِّ إلى أية فرملة للسجالات الجارية بين القوى السياسية المشاركة في ​الحكومة​، تحصيناً للساحة الداخلية، وشعوراً بالمسؤولية تجاهها، بل تحوَّلت إلى مادة سجاليّة إضافيّة أسهمت في تشنّج إضافيّ في الساحة الداخلية"، معتبرا أن "استمرار هذه السّجالات إساءة إلى كلّ الدّماء الّتي نزفت، والجراحات التي حصلت، وهي تسهل عمل الفئات الإرهابيّة وتعزّز حضورها".

ودعا فضل الله إلى "معالجة جادة للأسباب التي أدت وتؤدي إلى نشوء هذه الظواهر على المستوى الفكري، ولأسلوب التعامل معها على المستوى القضائي، ونوعية الخطاب الديني أو السياسي، ومعالجة أوضاع المناطق المحرومة بجدية، فقد أصبح من الواضح أن الإرهاب يحاول أن يجد فيها ملاذاً وبيئة حاضنة"، مطالبا "تعزيز دور الجيش اللبناني و​القوى الأمنية​ على كل المستويات، حتى تستمر في أداء دورها المطلوب منها، وهي من تبذل التضحيات في هذا الطريق، فمن غير المقبول أن تنزل هذه القوى إلى الشارع لاستعادة حقوقها، بدلاً من الحرص على حفظ حقوقها وفاءً لها، من دون أي منّة من أحد".

وأضاف: "على أبواب دراسة ​الموازنة​ في ​مجلس النواب​ مطلع الأسبوع القادم، فإننا ندعو النواب إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم الذين أوصلوهم إلى سدة ​المجلس النيابي​، بأن يكونوا الأمناء على مصالحهم، وأن يكونوا صوتاً لهم لا عليهم، بعدما أصبح واضحاً، ومن خلال أرقام الموازنة، مدى الغبن الّذي سيلحق باللبنانيين، على خلفية إقرار الموازنة، بعدما جرى توفير سدّ ​العجز​ من جيوب الفقراء والطّبقات المتوسّطة، بدلاً من أن يؤخذ من جيوب الأغنياء، ومن خلال سدّ منافذ ​الفساد​ والهدر والمستأثرين بالمال العام"، معربا عن ساتغرابه لـ"صمت المسؤولين وعدم اهتمامهم بمطالب أساتذة ​الجامعة اللبنانية​ وجعل عشرات الألوف من ​الطلاب​ خارج مقاعد الدراسة".

وشدد على "ضرورة الإسراع بمعالجة هذا الملف، بما يضمن تعزيز هذه الجامعة؛ جامعة الفقراء والمساكين، وهذا لن يتمّ إلا بتعزيز أساتذتها وموازنتها، فلا تكون الجامعة الوطنيّة عرضة للتهميش لحساب ​الجامعات​ الخاصّة بعدما أصبح لكلّ طائفة جامعاتها".