لفتت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ال​لبنان​ية كلودين عون روكز خلال رعايتها حفل تخرّج طالبات وطلاب مدرسة الليسيه شارلمان– روميه، إلى أنه "منذ ولادتكم، ولد معكمإنتماؤكم لعائلتكم ولأهلكم، وبدأت تتحدد هويتكم ومعالم شخصيتكم وبعد البيت، اكتسبتم إنتماءكم لمدرستكمالتي عشتم فيها لسنوات، والتي ساهمت في تطوركم على الصعيد الشخصي والعلمي والعاطفي والاجتماعي. واليوم إنتم تطوون صفحة حلوة من حياتكم، صفحة مليئة بالصداقات والتجارب، بالعلم والمعرفة، وبدءاً من الغد، مرحلة جديدة مختلفة ستبدأ فيحياتكم، ستنتمون خلالها لجامعتكم وبعدها لمهنتكم وبعدها لعائلتكم الخاصة التيستبنوها ويبقى الرابط المشترك بين كل مراحل حياتنا، من الطفولة وحتى الكهولة، هو إنتماؤنا للوطن الذي يجمع على أرضه كلّ من نحب والأماكن التي ننتمي إليها، والذكريات الساكنة فينا، وحضارتنا وتاريخ أجدادنا، إنطلقوا من انتمائكم للوطن في كل القرارات التيستتخذونهافي حياتكم، وانطلقوا من إنسانيتكم التي هي هويتكم الحقيقية، في كل كلمة تخرج من فمكم وفي كل موقف تتخذونه."

وتابعت:" دعوا عطر الإنسانية و​المحبة​ والتواضع، يفوح منكم ومن أعمالكم، ودعوا إنتماءكم للوطن يكون أولوية في حياتكم، وهذا كافي لكي تعيشوا مرتاحين وأن تحلموا وتثابروا لتحقيق الحلم".

وأشار إلى أن "طبعاً ظروف ​الحياة​ ليست كلها جميلة، "فالحياة طلعات ونزلات" وأحياناً هذه الظروف تحكمنا وتغيّر مسار حياتنا، وتحدّ من الخيارات المطروحة أمامنا، ولكن بالرغم من ذلك، نحن دايماً مدعوون أن نختار الخير وليس الشر، والصح وليس الخطأ وأدعوكم أن تختاروا الطريق الصح في كل شي في حياتكم: في مهنتكم، خذوا وقتكم لتختاروا الاختصاص الذي تحبونه لأنه من خلال خياراتكم الحالية أنتم ترسمون مسار مستقبلكم المهني والشخصي وحتى لو أخطأتم، لا تخافوا، واجهوا المشكلة ولا تهربوا منها، اعملوا على حلّهاوتابعوا التقدم وفي علاقاتكم الشخصية، انطلقوا من إنسانيتكم ومن مبدأ المساواة بين كلّ الناس، وتصرفوا على هذا الأساس وفي المشاكل التي تواجهونها أوستواجهونها، لا تيأسوا مهما ما كانت صعبة وواجهوها، وأرجوكمألا تنجرفوا لأماكن صعب الرجوع منها. وأقصد هنا "الإدمان على ​المخدرات​" الذي يفتك بشبابنا، ويسرق مستقبلهم، فحياتكميجب أن تكون الأغلى بالنسبة لكم وبالنسبة للذين تحبونهم.".

وأضافت:" كونوا إيجابيين في التعاطي مع الظروف التي ستواجهكم، مهما كانت صعبة، ولا تدعوا السلبيات تنسيكم الأشياء الجميلةفي لبنان، إن بلدنا مميّز وشعبه كان وسيبقى شعباً مبدعاً.

أدعوكم أن تستبدلوا ثقافة الحقد والسلبية التي تكثر في أيامنا، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بثقافة الاحترام، احترام ​الانسان​ الآخر والاختلاف في الإنسان الآخر، واحترام القوانين والمبادئ الإنسانية، إحترام الطبيعة و​البيئة​ والنظافة العامة، وألا نتخلى عن مسؤوليتنا كمواطنين، ونظافة شوارعنا من نظافتنا، وكما أن ​الدولة​ مسؤولة عن تنظيف الطرقات، نحنأيضاً عنامسؤولونألا نساهم في ​التلوث​ ولا تدخلوا في دوامة ​الفساد​، بل كونوا النموذج الذي سيعمّم ليصبح هو ​القاعدة​ فينتصر الحق على الباطل".