أكدت وزيرة الداخلية ​ريا الحسن​ خلال إحياء ​قوى الأمن الداخلي​ الذكرى الـ 158 لتأسيسها، في احتفال رمزي أقيم في باحة ثكنة المقر العام في ​الأشرفية​ أنه "كان يفترض أن نطفىء اليوم 158 شمعة احتفالا بعيد قوى الأمن الداخلي، لكننا، بدلا من ذلك، نضيء شمعتين، إجلالا لشهيدين غاليين قدمتهما هذه المؤسسة قبل أيام، وسقط معهما شهيدان من ​الجيش​. هذان الشهيدان الجديدان لقوى الأمن الداخلي، يذكيان الشعلة التي أضاءتها قبلهما قافلة طويلة من الشهداء، بذلوا أرواحهم فداء للوطن، حفاظا على أمنه واستقراره، ودفاعا عن أهله. شاء أحد خريجي مدرسة التطرف والحقد و​الإرهاب​، أن يحرم ال​طرابلس​يين وال​لبنان​يين جميعا، فرحة ​عيد الفطر​، فنفذ جريمة بشعة امتزجت فيها دماء قوى الأمن الداخلي بدماء الجيش. وما يجمعه الدم لا تفرقه ال​سياسة​، ولا المزايدات".

ولفتت الى أن "الجريمة البشعة التي شهدتها طرابلس، من صنع فلول الإرهاب الذي نجح لبنان في مواجهته. ونجاح لبنان في ​القضاء​ على الإرهاب وفي منعه من تحقيق مخططاته ومآربه، وما حققته ​الأجهزة الأمنية​ كلها ومنها قوى الأمن الداخلي والامن العام والجيش وباقي الاجهزة، بفضل الإنجازات والضربات الاستباقية، يعود في جزء كبير منه إلى أن المجتمع اللبناني، بكل مكوناته، يلفظ هذه الظاهرة، ولا يوفر لها أي بيئة حاضنة، إضافة طبعا إلى كفاءة العاملين في هذه الأجهزة، وما تم توفيره لها من إمكانات وتقنيات تساهم في زيادة فاعليتها. والأهم هو الدعم الذي وفرته ولا تزال، السلطة السياسية بدءا من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب فرئيس الحكومة الذي ما انفك يوما في إظهار دعم كل ما من شأنه تطوير عمل هذه المؤسسة".

ولفتت الى أنه "أيها الأعزاء، إن ذوي البزات الرمادية، أثبتوا أن قوى الأمن الداخلي، ليست رمادية في سهرها على أمن الوطن والمواطنين، بل هي متطرفة في القضاء على الإرهاب الأسود. انها قوة ضاربة لحفظ الامن وهي صمام أمان، تتعاون مع المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية الأخرى، لصون استقرار البلد وأمن ناسه، ولا تتنافس معها إلا على خدمة الوطن والتفاني في سبيله. ورغم الضائقة المالية التي يعانيها لبنان، أؤكد لكم أننا ماضون في الإصلاحات وعملية التطوير في قوى الأمن الداخلي، وأنا لن آلو جهدا لدعم تطبيق استراتيجية 2018 -2022 التي وضعتموها، ومن خلالها سنحقق نقلة نوعية لهذه المؤسسة، من أبرز وجوهها أنسنة عملها، ولا سيما لجهة تنفيذ النشاطات المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة الى حفظ النظام في المجتمع وبناء ثقة وشراكة متينة مع المواطن".

ولفتت الى "أنني أهنئكم مجددا بعيدكم ال158، ولو كان طعمه مرا هذه السنة. لكن مشاعر الحزن على شهدائنا الأبطال، تمتزج مع مشاعر الفخر بتضحياتنا، لكي يكون كل يوم عيدا، ويبقى الفرح سمة بلدنا الحبيب. كل عام وأنتم درع المواطن وحماة القانون".