لفتت قناة "بي بي سي"، في ​تقرير​ عن عمل السوريين واستثماراتهم في مصر، التي كشف التقرير انها كانت في الآونة الأخيرة مثار حملة ضدهم بزعم أنها تمول أنشطة مشبوهة وتدير أموالا مشبوهة لصالح ​جماعة الإخوان المسلمين​ المصنفة كجماعة "إرهابية" بحكم القانون في مصر.

وذكر التقرير ان السوريين دخلوا إلى العديد من المجالات الخدمية والصناعية في مصر، وتوسعت استثماراتهم في مجال ​المطاعم​ والصناعات الغذائية والحرف التقليدية، إلى جانب صناعات المنسوجات وتجارة ​العقارات​ والأراضي. غير أن الحملة بدأت من خلال تدوينة قصيرة وضعها نبيل نعيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر خلالها أن "النشاط الاقتصادي للسوريين في مصر من أموال التنظيم الدولي للإخوان، ويمثل عمليات غسيل أموال لبعض الجماعات الارهابية".

وفي حديثه لـ "بي بي سي" اكّد نبيل نعيم، الذي يعتبر أحد مؤسسي تنظيم الجهاد الإسلامي، إنه علم بهذا الأمر بنفسه خلال حضوره أحد المؤتمرات الدعوية في العاصمة اللبنانية ​بيروت​ عام 2017 بحضور مفتي ​الأراضي السورية​ وبعض العلماء المحسوبين على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. مشيرا الى أنهم ذكروا له خلال أحاديث جانبية أن السوريين الذين يقيمون في مصر يديرون مشاريع واستثمارات بأموال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وعبر وسطاء من بعض الدول في الإقليم.

لكن هذه الحملة يفيد التقرير، قابلها تدشين وسم "السوريين منوريين مصر"، والذي حظي بزخم كبير وتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي في رسالة دعم وترحيب بالسوريين على أرض مصر. وتنظر الغالبية العظمى من المصريين إلى السوريين على أنهم أخوة وأشقاء، ومن خلال جولة بسيطة لسؤال المواطنين في شوارع ​القاهرة​ عن مدى رضائهم عن وجود السوريين في مصر والأنشطة التي يعملون بها، بادر أغلبهم بالقول إن السوريين يمثلون "نموذجا ناجحا للانسان الذي يستطيع النهوض من جديد، وبناء ذاته بعد فقد كل شيء.

ووذكر محمد إبراهيم السيد العامل بأحد المطاعم السورية في القاهرة. ، ان أصحاب المطعم يتعاملون معه كأخ لهم، ويبذلون له العطاء في أي وقت يحتاجهم فيه. ويقول زميله عامر حسين إنه يعمل في هذا المطعم منذ تأسيسه قبل نحو 8 سنوات، وإنه لا يفكر في مغادرة المكان وإنهاء عمله لأنه يحصل على حقوقه كاملة، ويجد كل المعدات والخامات اللازمة لتقديم خدمة جيدة لزبائن المكان.

ويلفت التقرير الى ان رغم أن عمل السوريين واستثمارتهم المختلفة في مصر حسّن كثيرا من مناخ المنافسة وجودة بعض المنتجات والحرف التي عملوا بها، إلا أن البعض يطالب في نفس الوقت ببعض الرقابة لصالح المجتمع. وتشير الأرقام الصادرة من ​الأمم المتحدة​ إلى أن إجمالي الأموال التي استثمرها السوريون في مصر منذ اندلاع الأزمة في بلدهم في آذار عام 2011 يقدر بنحو 800 مليون دولار، من خلال 30 ألف مستثمر مسجل بالفعل لدى السلطات المصرية.

كما تفيد احصائيات المفوضية السامية لشئون ​اللاجئين​ إلى أن عدد السوريين المقيمين في مصر والمسجلين لديها يبلغ 130 ألفا، بينما تتحدث التقارير الحكومية المصرية إلى أن عددهم يتراوح بين 250 ألفا إلى 300 ألف سوري.