أبلغت ايران رسميا لبنان انها "تريد موقفا صلبا يعكس متانة العلاقات الثنائية بصورة علنية" وكانت قد ابدت استيائها من الموقف الرسمي الذي اتخذه رئيس الحكومة سعد الحريري بصفته رئيسا للوفد اللبناني الى القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت في مكة المكرمة الخميس الماضي ومن احد عناوينها البارزة وقف التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية ومن بينها لبنان وسوريا واليمن وإنشاء تنظيمات مسلحة من ابناء هذه الدول تُمارس أعمالاً وتعيث الفوضى متجاوزة صلاحيات القوات المسلحة الشرعية للدولة .

وتزامن هذا الطلب مع الاعلان الرسمي في بيروت عن الافراج عن المعتقل اللبناني نزار زكا من السجن في طهران تجاوبا مع طلب رئيس الجمهورية ميشال عون والى ان غادر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بيروت ووصل الى ايران منذ اول من امس الاحد لم يكن الرئيس الحريري قد عاد الى لبنان وفي المعلومات المتوافرة ان رئيس الحكومة لن يبدّل موقفه وفقا للرغبة الايرانية فهل سيرد الجانب الايراني بتأخير الافراج عن زكا او كما اوردت وكالة الأنباء الايرانية بعد ظهر امس الاثنين ان الافراج عن المحتجز اللبناني يتم من اجل .

واستند في تأييده للموقف المتخذ في القمة العربية الاستثنائية من ايران الى ان هذا القرار لم يذكر اسم حزب الله ولا نشاطاته الارهابية كما كان يرد ،لذا رأى الحريري انه غير مضطر لاعتماد سياسة النأي بالنفس كما كان يحصل في مقررات لمؤتمر وزراء الخارجية العرب او القمم ،اعتمد قرار القمة الذي ادان تدخلات ايران في الدول العربية ودعمها الارهاب وذلك انسجاما مع اكثرية الدول وعلى الاخص للخليجية منها الاي تتعرض الى تدخلات من قبل ايران . واشار مصدر ديبلوماسي لبناني ل "الشرق الاوسط" ان لبنان ينتهج في سياسته الخارجية منذ سنوات خلت قاعدة "التضامن مع اشقائه العرب في وجه اية دولة غير عربية في حال النزاع معها . "

ولعل ما يعزّز موقف الحريري هو تأييد رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيوره ، نجيب ميقاتي وتمام سلام في اجتماع ضمهم حيث اكدو ا في بيان لهم ان رئيس الوزراء منحه الدستور صلاحية تمثيل الحكومة والتحدث باسمها .

واتى هذا الموقف بعد الهجوم الذي شنّه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الرئيس الحريري لتأييده الموقف العربي ضد التدخلات الايرانية وانتقاده له لانه لم يعتمد سياسة النأي بالنفس كما هي الحال عليه قي قمم سابقة . ورأوا ان الموقف الرسمي الذي اتخذه الرئيس الحريري هو مع الجماع العربي وليس مع دولة غير عربية .

واعربت بعض القيادات السياسية عن املهافي تجاوز هذا الاختلاف حول الموقف الرسمي من القمة العربية الاستثنائية مع بدء الانصراف الى معالجة الكثير من المسائل الخلافية التي نتجت عن مشروع الموازنة الذي اقرتها الحكومة .