يجمع أنصار "​التيار الوطني الحر​" على وجود استهداف ممنهج لكل من ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، الأمر الذي يتكرر بشكل شبه يومي في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لكن في المقابل يغيب نواب ووزراء تكتل "لبنان القوي" عن مواجهة هذا الاستهداف، إلا في حالة نادرة لا يعوّل عليها، الأمر الذي تطرح حوله الكثير من علامات الاستفهام.

ضمن هذا الجو، يبرز دائماً الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​، الذي لا ينتمي إلى فئة النواب أو الوزراء أو حتى القياديين في "التيار الوطني الحر"، حيث يتولى في كل مناسبة الردّ بشراسة على منتقدي رئيس الجمهورية الّذي تعود صداقته به الى العام 1988 وعلى كل من يتناول وزير الخارجية والمغتربين بسهامه السياسيّة، من دون أن يطلب أيّ منصب شخصي، سواء عند تشكيل اللوائح الانتخابيّة أو عند تشكيل الحكومات المتعاقبة، ويتعرّض في المقابل لهجوم عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أحقيّة مطالبه الوطنيّة.

لدى الكثيرين من خصوم التيار أو منافسيه، انتقادات على الأسلوب الذي يعتمده أبو فاضل، سواء في اطلالته الإعلاميّة أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُتّهم بالعنصرية والفئوية والذكورية، لكن في المقابل فإن للرجل الحق المهدور في أوساط "التيار الوطني الحر"، لا سيما عندما يُترك وحيداً يواجه الحملات التي يتعرض لها، مع العلم أن أغلبها يعود إلى مواقفه التي تحمل لواء الدفاع عن العهد ورئيس التيار، ولا سيّما أن شغله الشاغل حماية لبنان في جميع اقواله من التفتيت لا سيّما لجهّة مطالبته بعودة ​النازحين السوريين​ وعدم اعطاء الامّ الجنسية لأولادها من أب غير لبناني نظرًا لما يتضمّنه هذا الأمر من مخاطر على تغيير هويّة البلد.

بعيداً عن أبو فاضل، بات على قيادة "التيار الوطني الحر" أن تسأل عن مواقف النواب والوزراء الذين يمثّلونه، سواء في ​الحكومة​ أو في ​المجلس النيابي​، نظراً إلى أن هؤلاء من المفترض أن يكونوا، بالدرجة الأولى، المدافعين عن سياسته في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مع العلم أنّ بعضهم يتلهّى في مواجهات مناطقيّة يخوضها داخل البيت الداخلي، وإلا ما الداعي لاختيارهم دون سواهم لهذه المناصب أو المهمات؟.

بالتزامن، تتحمل قيادة التيار، بشكل أو بآخر، المسؤولية عن هذا الواقع، نظراً إلى أن من واجبه توجيه هؤلاء، بشكل مباشر أو غير مباشر، في المواجهات التي تخوضها، وهذا الأمر يحصل في جميع الأحزاب والتيارات السياسية، فكيف هو الحال بالنسبة التيار الأبرز في الجمهورية، الذي يعتبر أن العهد الحالي عهده، وعلى أساس ما سيحققه يتوقف مشروعه السياسي في البلاد بالمستقبل.

بناء على هذا الواقع، لا يجب أن يستهين أحد بالمهمة الملقاة على عاتق "التيار الوطني الحر"، في المرحلة الراهنة، ولا بحجم الحملات التي يتعرض لها في مختلف الملفات السياسية أو الوطنية، التي لا يستثنى فريق سياسي منها، إلا ما ندر، فهو يخوض مواجهة على جبهات متعددة، لكن لا يمكن ألا يبقى في الميدان إلا أبو فاضل، ليس تقليلاً من قدراته، كما لا يمكن أن يبقى وحيداً عندما تطلق الحملات ضده، حتى ولو كان يتصرف من تلقاء نفسه دون أي توجيه، عندما يشعر بأن هناك استهدافاً غير مبرر لرئيس الجمهورية أو وزير الخارجية والمغتربين.

في الختام، مخطئ من يظن بأن الحملات على الرئيس عون أو الوزير باسيل ستتراجع أو تنتهي في المستقبل، حيث من المتوقع أن تكبر أكثر مما هي عليه اليوم مع مرور الوقت، لا سيما مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فهل يبقى أبو فاضل هو المدافع الأوحد أو الأول على أرض المعركة؟.